هذا الماء العجيب - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:49 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هذا الماء العجيب

نشر فى : الخميس 16 سبتمبر 2010 - 10:19 ص | آخر تحديث : الخميس 16 سبتمبر 2010 - 10:19 ص

 جددت إصابة الإكوادورى أنطونيو فالنسيا لاعب مانشستر يونايتد بكسر فى الأنكل أثناء مباراة الفريق مع رينجرز الاسكتلندى، فى دورى أبطال أوروبا، قضية العنف بين اللاعبين فى الملاعب.. فقد طالب أرسين فينجر مدرب الأرسنال باتخاذ إجراءات رادعة تجاه العنف الشرير والمتهور والأحمق، حسب تعبيره، من جانب بعض اللاعبين أثناء مباريات الدورى الإنجليزى. وقال فينجر إن الأمر يستحق وقفة من الجميع بعد أن تفشت ظاهرة تعمد لاعبين إيذاء خصومهم

كان أنطونيو فالنسيا قد سقط فى الدقيقة 48 بعد احتكاك مع براودفوت لاعب رينجرز، ولم يقدر على الحركة، وقال سير أليكس فيرجسون إن لاعبه الذى أصيب سوف يبتعد عن الملاعب حتى نهاية الموسم، لكنه رجح أن قدمه علقت بعشب الملعب، وأن ذلك وراء تلك الإصابة الجسيمة. ونقلت كاميرات التليفزيون مشهد لاعبى الفريقين وهم يغطون وجوههم ويبدو عليهم جميعا الفزع، فيما لم تقم شبكة سكاى ناقلة المباراة بإعادة للقطة الإصابة، تخفيفا على المشاهدين، وهو درس لمخرجى المباريات فى مصر الذين باتوا يتبارون فى نقل الإصابات العنيفة، ومشاهد الدماء التى تنزف من اللاعبين بما يفزع المشاهدين فى المنازل، كما حدث مع أحمد زغلول لاعب الإنتاج الحربى فى مباراة الفريق مع طلائع الجيش، وعلى الرغم من أهمية نقل الأحداث التى لا يراها الجمهور وتقع فى الملاعب إلا أن نقل بعض الإصابات يحتاج إلى كياسة، وحكمة من جانب المخرج

درس آخر من تلك الإصابة التى تعرض لها أنطونيو فالنسيا، وهو أن الجمهور بالمدرجات وقف يصفق ويحيى اللاعب فى مشهد حضارى.. وقد فعل ذلك جمهور مانشستر يونايتد على الرغم من تعثر فريقه على أرضه، وكذلك فعل جمهور رينجرز.. فاللعبة عندهم شرف ورياضة.. دون أن ننكر وقوع أحداث عنف فى بعض الملاعب يقوم بها مرضى ومجانين، كما حدث مرة حين ألقى مشجع إيطالى قنبلة يدوية على لاعب فريق منافس.. وكما قتل 39 متفرجا فى استاد هيسيل، لكنها ليست روتينا يوميا فى كل مباراة ؟

درس ثالث أو رابع من تلك الإصابة وهو أن المعلق لم يتحدث عن «استموات» اللاعب، وكانت إصابته حقيقية وجسيمة مما تتطلب علاجه داخل الملعب قبل أن تنقله سيارة إسعاف لتجرى له جراحة صباح أمس.. ثم إن اللاعب لم يسقط ميتا أو مدعيا الإصابة كما يحدث من لاعبينا الذين يسقطون مع كل احتكاك فى ادعاء بهدف تسول قرار من حكم أو تسول دقيقة للراحة.. وهذا الادعاء كذب.. يرسخ حالة الكذب التى تسود المجتمع، وهذه كبيرة، ومصيبة.. ويبدو لنا أحيانا من سذاجة التمثيل أن لاعبنا تعرض لإطلاق رصاصة من المدرجات، لكنه سرعان ما ينهض قويا ونشيطا وجاريا فور أن يتلقى هذا العلاج السحرى، من زجاجة مياه.. يحدث ذلك منذ 40 عاما فى مبارياتنا، ونحن نتساءل عن سر هذا الماء العجيب الرهيب، الذى يشفى المصابين والمرضى والصرعى فى ملاعبنا.. الصبر يارب؟

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.