تحية واجبة للشيخة لطيفة بنت حمدان - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 2:13 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تحية واجبة للشيخة لطيفة بنت حمدان

نشر فى : الجمعة 17 مارس 2023 - 8:45 م | آخر تحديث : الجمعة 17 مارس 2023 - 8:45 م
صدرت صحيفة «أخبار الخليج» صباح الأربعاء ١٥ مارس فى صفحتها الأولى برأى أسعدنى كثيرا، وكان من الطبيعى أن يحتل عامود اليوم من صفحتنا أيضا. الخبر يعلن أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى قد أصدر قرارا بالتبرع بإنشاء قسم كامل لأعمال قسطرة القلب وإجراء جراحات قلب الأطفال فى مشروع جراح القلب المصرى الأشهر مجدى يعقوب الجارى العمل فيه الآن فى القاهرة. يحمل المشروع اسم الشيخة لطيفة بنت حمدان والدة الشيخ محمد بن راشد ويقدم خدماته الطبية بالمجان لكل المصريين والعرب من تشخيص لأمراض القلب وعلاجاتها المتقدمة جراحيا أو باستخدام القسطرة إلى جانب توفير فرص التدريب والتعلم للجراحين والأطباء على أحدث طرق التشخيص واستخدام العديد من التقنيات الحديثة للعلاج.
تلك الوحدة «الحلم» تم التخطيط لها لإجراء ٩ آلاف قسطرة قلبية سواء للتشخيص أو العلاج سنويا على أن ينتهى المشروع عام ٢٠٢٤ ليبدأ تدريب ١٥٠٠ جراح وطبيب قلب سنويا مبدئيا لتلبية احتياج العالم العربى لتلك الخدمة الطبية التخصصية المتقدمة.
يا ألله.. لا أحد يمكنه أن يقدر لهذا الخبر قدره إلا من كان ذلك بالفعل حلما يرادوه وأملا يسعى إليه.
خبر يشعرك بالامتنان لأمثال ذلك الرجل إلى يضع ما بيده من مال لخدمة الإنسان العربى فينفقه فيما يرضى الله سبحانه ويعود بالنفع على البشر دون استثناء. وإن كان يشعرك أيضا بكل الرضا أن جاء مجدى يعقوب من بيننا ليتوج أعمال حياته التى صنعت له مجدا إنسانيا خاصا فى ساحات العلم بعمل له فى بلاده ووطنه الأم لصالح الإنسان البسيط الذى لا حول له ولا قوة وليس لديه ما يحول بينه وبين المرض إلا همة أصحاب الرسالة والرغبة فى العمل الخيرى.
أسعدنى الخبر بالفعل فقد كان من دواعى فخرى وسعادتى أن اقتربت من جراح القلب الأشهر من خلال عملى فى معهد القلب القومى، واستمر التعاون بين المعهد ومركز القلب فى أسوان إلى عهد قريب. وحتى اللحظة فإن العديد من لآلئ الشخيصات فى مركز أسوان من أبناء معهد القلب.
أسعدنى الخبر بالفعل لكننى لا أنكر أنه حفزنى للكتابة مرة أخرى فى موضوع مساهمات المجتمع المدنى فى مجال الخدمة الصحية.
على الرغم من أننى فى الواقع لم أتلق أى رد فعل أو إجابة لأسئلة واضحة إن أعلنت عن شىء فإنما نعلن عن رغبة أكيدة لمساندة الدولة إلا أننى لم أعتبر هذا تجاهلا للأمر إنما رأيته كما يراه الكل غيرى عجزا عن إبداء رأى أو اتخاذ قرار.
حصل مجدى يعقوب على دعم مفتوح من أمير دبى ليحقق حلما يساهم به فى دعم الخدمة الطبية فى مصر والعالم العربى. جاء الدعم فى حجم الجراح الذى شهد العالم بتفوقه وإنسانيته ورغبته فى السعى للخدمة العامة وكان آخر وأكبر مشروعاته فى وطنه الأم. يظل المشروع مصريا خالصا والجراح وطنيا صاحب رسالة وحتى إن حمل المشروع اسم سيدة عربية جليلة صادف أن كانت والدة أمير دبى.
ربما كانت تلك كلماتى الأخيرة التى أتوجه بها لكل مسئول عن مشروعات الخدمة الطبية فى مصر سواء كانت الخدمة الأساسية أو الخدمة الطبية المتخصصة فى الدولة.
من الضرورى أن تحدد الدولة موقفها من المجتمع المدنى الذى يمكنه بلا أى شك أن يساهم مساهمات فعالة لها مردود عظيم على مستوى الخدمة الطبية.
مشروع الشيخة لطيفة لدى مجدى يعقوب هدفه تسعة آلاف قسطرة فى السنة، فهل تعلم عزيزى القارئ كم قسطرة تشخيصية وأخرى علاجية يجريها معهد القلب القومى يوميا فى مبناه القديم بميدان ابن النفيس؟
مشروع الشيخة لطيفة سيبدأ فى تدريب ألف وخمسمائة طبيب وجراح سنويا فهل تعلم يا عزيزى القارئ كم عدد الأطباء الذى يجرى تدريبهم يوميا فى معهد القلب ومنهم أطباء زمالة القلب فى جميع التخصصات؟
مشروع الشيخة لطيفة بلا شك سيبدو قمة فى الإعداد والتنفيذ وأجمل ما فيه أن العلم سيقدم مجانا لخدمة الإنسان العربى ومهما تكلف فان العائد منه سيكون أعلى بكثير.. فلماذا يحرم معهد القلب القومى من فرصة كتلك لدعمه.. أليس فينا مجدى يعقوب آخر؟
لدينا والله، لكن منهم من انتشروا فى عوالم أخرى فيها تألقوا ونجحوا.. وما زالت قلوبهم معلقة بميدان ابن النفيس.. ومنهم من هم بيننا الآن وقد اكتفوا بأدوار تبعدهم عن الصراعات.. والبقية تنتظر فرصة للرحيل.
من كل قلبى أتمنى النجاح لمشروع الشيخة لطيفة الطموح ففى النهاية كلنا جنود فى معركة واحدة ضد المرض ووجع القلب.
التعليقات