فى عالم تزداد فيه دائرة ألعاب الكمبيوتر وشبكته العنكبوتية اتساعا يوما عن الذى يليه، ليسقط فيها أطفالنا ضحايا لتلك البهجة الملونة والرسوم المتحركة المذهلة والأفكار التى ترسمها بعناية مؤسسات عالمية، منها مؤسسة ديزنى الأشهر التى أعلنت أخيرا بمسئولية تتبناها وفخر تدعيه أنها ستبدأ فى عرض برامج تدعم مبدأ المثلية وتدعو له، تحت راية من ألوان قوس قزح البديعة تلك التى تزين السماء بعد المطر.
داهمنى الخبر الذى لم يترك لى فرصة للتأكد منه فقد كان واضحا جليا مؤكدا حرصت السيدة الفاضلة رئيسة مجلس إدارة ديزنى السيدة «سوزان ارنولد» على الإدلاء بالتصريح لكل وكالات أنباء العالم «سندعم المثلية الجنسية والتحول الجنسى من خلال شخصيات جديدة أو من خلال عرض الشخصيات القديمة بشكل مختلف».
لم تقصر فى الواقع السيدة الفاضلة حينما دعمت تصريحها بمثل شخصى أكدت فيه أنها أم لولدين أحدهما متحول جنسيا والآخر لديه ميول جنسية، وأنها سعيدة للغاية بذلك.
عام ٢٠١٤ احتفلت ديزنى بالمثليين جنسيا احتفالا غير رسمى، ووفرت عام ٢٠١٧ فى حدائقها قبعات خاصة لزوارها فى صورة آذان ميكى ماوس ملونة بألوان قوس قزح!
أما فى عام ٢٠١٨ فقد نظمت ديزنى أول احتفال عالمى رسمى حمل شعار «الكبرياء السحرى» فى ديزنى لاند باريس: «ارتدى مثل الحلم وأشعر بالروعة واختبر حديقة استوديوهات «والت ديزنى» كما لم تشاهدها من قبل بصوت عال وفخر مع كل ألوان قوس قزح»!!
لم أكن يوما من أتباع الاعتقاد بنظرية المؤامرة التى يمكن بالطبع استحضارها فى مواقف كثيرة متعددة منها على سبيل المثال المؤامرة على الإسلام، فأنا بلاشك مؤمنة بكل ما جاء فى عقيدتى ومنه ما جاء فى حكم آل لوط لكنى أنحِّى هذا جانبا اليوم وأرفع يدى فى محفل الرأى العالمى لأقول وعن قناعة: إننى أرفض المبدأ لأنه إذا ما احتكمنا للعلم والعقل لأدركنا أن تلك بذور الفناء للجنس البشرى؛ فالأمر واضح تماما لا لبس فيه. المؤامرة هناك على الإنسان ولا علاقة لها بالدين.
إذا ما جاء منا الآن من تتقول بأن المثلية فى العالم لها تاريخ فى كل الحضارات ومنها العربية والإسلامية أقول بلا تردد ادرسوا تاريخ البشرية بعقل واعٍ: لم يعرف الطبيعى إلا بوجود الشاذ ولا تستقم حياة إلا بسيادة الطبيعى وتحجيم الشاذ، هذا أمر درج عليه البشر فى كل الحضارات الإنسانية ورصده الإنسان فى النباتات والحيوانات وسجله رصيدا علميا لتاريخ الخلق فى آيات الخالق.
عاقبوا لاعب الكرة الأفريقى الذى رفض «إتيان فعل يدعم المثلية»، ولم يجاهر بعداء المثلية ولا المثليين لأنه مسلم لكنهم فى الواقع لم يعترفوا بأنهم لم يحترموا حقه فى أن يلتزم بتعاليم دينه يكيلون بمكيالين: يرغمون الناس على التشيع للشذوذ ويعاقبون من يلتزم بتعاليم دين يعتنقه أغلبية البشر!
أصبت بصدمة بالفعل موجعة وأنا أتابع تصريح رئيس مجلس إدارة مؤسسة ديزنى: المؤسسة الأشهر التى ارتبطت دائما فى نفوس الكبار والصغار بالرسائل الإنسانية أكثر صورها بهجة ومرحا وسعادة.. والتى جاءت على لسان ميكى ومينى وجوفى أو بيضاء الثلج وغيرها من الشخصيات البديعة التى رسمها فنانون عباقرة يتمتعون بمواهب فنية متعددة حولت تلك الخطوط إلى شخصيات تنبض بالحياة وتنطق بأجمل ما تحلى الإنسان من صفات، وفجأة انغرس بين ضلوعى مشهد لسندريلا سحاقية تتابعة فى ذعر وذهول حفيدتى الصغيرة التى تعشق أفلام ديزنى وشخصياتها!
فى العام الماضى قررت السعودية والكويت وقطر منع عرض فيلم الأبديون Eternals فى سلسلة مارفل للأطفال الخالدين حينما ظهر بينهم بطل خالد مثليا. وكانت ديزنى الشركة الموزعة للفيلم فماذا كان موقفنا نحن؟
أنا بالفعل فى حيرة سرابية لا أكاد أجد حلا حاسما لنواجه تلك الأحداث التى أراها بالفعل تستهدف وعى الإنسان وطبيعته السوية التى خلقه الله عليها.
هل المقاطعة لمؤسسة ديزنى فى كامل أعمالها وإنتاجها هو الحل؟
هل يجب أن تقتصر المقاطعة على تلك الأفلام التى تدعم تلك الفكرة التى نرفضها ومعنا الكثيرون من الشعوب والثقافات؟
بيننما أنا فى تلك الدوامة، جاء بين قراءاتى هذا الأسبوع دراسة سجلت نتائج دراسة تمت فى جامعة ميتشجن عن أهمية أن تقرأ لطفلك بنفسك وأن تشاركه خياله وتسعد بتنمية مداركه. أرجو أن تتفضلوا بمطالعتها فى صفحتنا ربما بالفعل كان الحل فى العودة إلى البدايات.
أعاننا الله على كرب هذا الزمان
الكورونا وديزنى فى آن واحد يارب؟
اللهم لا اعتراض!!.