أسئلة معلقةمازالت أصداء قضية تطعيم شلل الأطفال تفرض وجودها على كل وسائل الإعلام المتاحة فى العالم خاصة بعد اغتيال تسعة من طاقم عمل العاملين بمجال التطعيم فى نيجيريا كلهن من النساء. فى محاولتين متتاليتين للاعتداء على مراكز التطعيم. فى إقليم كانو شمال نيجيريا نجح القتلة فى اقتناص أرواح تسع من النساء القائمات على تطعيم أطفال نيجيريا ضد فيروس شلل الأطفال.
رغم القضاء الكامل على خطر العدوى بفيروس شلل الأطفال على الكرة الأرضية، إلا أن هناك ثلاثة بلاد مازال خطر العدوى فيها قائما. باكستان وأفغانستان ونيجيريا.. ثلاث دول إسلامية يلقى فيها تطعيم شلل الأطفال مقاومة تتصدى له فيها الحركات الإسلامية. طالبان فى باكستان وأفغانستان، بينما تتوالى المهمة فى نيجيريا جماعة بوكوحرام.
رغم أن الحدث يهز القلب والعقل، إلا أن هناك علامات استفهام تظل معلقة فوق الرؤس.
لماذا يعتقد المسلمون أن ذلك التطعيم يجلب العقم لنساء ورجال المسلمين؟
لماذا يقاومونه إلى هذا الحد رغم المعرفة المتاحة بخطورة مرض شلل الأطفال الذى يضرب أنسجة المخ والنخاع الشوكى بقسوة لا تحتملها أجساد الأطفال الغضة؟
أشرت الأسبوع الماضى لمشهد من فيلم أمريكى يحكى قصة البحث عن بن لادن واغتياله يعرض كيف أن إحدى وسائل إدارة المخابرات المركزية الأمريكية فى محاولة الحصول على عينة من الحامض النووى لأهل البيت الذى اشتبهوا فى أن عائلة بن لادن تسكنه كانت دس طبيب لتطعيم أطفاله ضد شلل الأطفال. فهل لذلك معنى؟
هل فعلا تستخدم الولايات المتحدة الأغراض النبيلة لإخفاء أغراض أخرى منها التجسس على تلك الشعوب واقتفاء أثر أشخاص بعينهم؟
حوادث مقاومة فرق التطعيم فى الثلاث دول الإسلامية بدأت قبل العثور على بن لادن فهل بالفعل هناك حوادث مماثلة لذا يلجأون لتلك الردود العنيفة التى تذهب بأرواح الأبرياء؟ هل تلجأ أمريكا لتلك الوسائل فقط فى أفغانستان وباكستان ونيجيريا؟ لم لا تقاوم حركات إسلامية أخرى فى دول إسلامية أخرى التطعيم؟
تم رصد 121 حالة شلل أطفال فى نيجيريا العام الماضى يقابلها 58 حالة فى باكستان و37 حالة فى أفغانستان. إذن فالعدوى مازالت تتوطن الدول الثلاث، والأمر قابل للانتشار مرة أخرى من تلك البؤر إلى العالم بأكمله. والمثل واضح فيما حدث فى مصر، حيث تم رصد الفيروس فى مياه الصرف والمجارى فى دار السلام وعزبة الهجانة مرتحلا من باكستان إلى القاهرة.
يظل المثل العربى البليغ «يزرع الآباء الحصرم ويضرس الأبناء» صورة صادقة لما يحدث الآن على الساحة العالمية فى قضية مقاومة تطعيم شلل الأطفال. لا للإسلام علاقة بها ولا ذنب للأطفال فيها