•• عندما يتحدث جمال عبدالناصر بلهجة غير مصرية، كأنه كان مستشرقا يحكم مصر، فمن الممكن أن تجد فى هذا المسلسل ألف خطأ، وجهل كبير بشخصياته، التى يبدو أن مؤلفها استقى بعض المعلومات عنها من بعض المقاهى، أو سيطرت عليه نزعاته وهواياته، واسم فريق الكرة الذى يشجعه..؟!
وعندما يبرر خطأ اختيار جمال سليمان لهذا الدور بأن: «عبدالناصر زعامة تاريخية لايمكن أن يشوه فى مسلسل ولايمكن أن تطال قيمته».. فهذا يساوى أن يخبرنا هؤلاء بأن السمك يعيش فى الماء.
•• من ضمن الاخطاء مانسب لنجيب المستكاوى فى المسلسل برغبته فى فوز الأهلى بالدورى بأى طريقة فى حوار مع الأستاذ هيكل. وهذا جهل شديد بأسلوبه وأفكاره، فقد كان يطالب بنقل البطولة إلى الأقاليم، ولو كان المخرج أو المنتج أو كاتب السيناريو فتحوا صفحات الأهرام، وقرأوا ماكتبه نجيب المستكاوى وحملاته ضد سيطرة الأهلى والزمالك، لو كانوا فعلوا لما قدموا تلك الشخصية فى هذا المسلسل بهذه الصورة المسطحة التافهة التى جعلت أكبر ناقد رياضى مصرى وعربى مجرد مشجع للأهلى؟!
•• لقد تحدى نجيب المستكاوى سيطرة الأهلى والزمالك على الكرة المصرية، وأعلن أنه يساند الإسماعيلى حتى يفوز بالبطولة، وفاز. ولذلك أحبه جمهور النادى، وكانوا يهتفون له ويغنون له حين يحضر مباريات الإسماعيلى. وأعلن نجيب المستكاوى أنه يساند الأوليمبى والترسانة والمحلة وفازوا ببطولة الدورى. فكان يؤمن أنه كلما زادت قاعدة المنافسين، ارتفع مستوى الكرة المصرية. كانت تلك فلسفته ورسالته، التى لم يقرأها ولم يفهمها أصحاب هذا المسلسل..
•• نعم انتقد نجيب المستكاوى مجاملة الزمالك لأن المشير عبدالحكيم عامر كان زملكاويا. ولاشك أن أصحاب المسلسل يعلمون جيدا ما معنى أن ينتقد فريق يحبه عبدالحكيم عامر. بل ومن هو عبدالحكيم عامر، الذى كنا نهمس فى شبابنا بإسمه، حتى لا يساء الظن بما يقال فى سياق طرح الاسم.. ولأن نجيب المستكاوى لم يكن مشجعا مثل مؤلف المسلسل ومخرجه ومنتجه وكاتب السيناريو وغيرهم من أصحاب المسلسل، فقد كان من ضيوفه فى منزله، والذين رأيتهم وعايشتهم وعرفتهم، المهندس حسن عامر، شقيق المشير، والكابتن محمد لطيف، ومحمد حسن حلمى والاستاذ فهمى عمر، والفريق سعد الدين متولى، وعبدالصمد عبدالصمد، وجورج سعد وحسن أبوالفتوح، وغيرهم من كبار قادة وأنصار وعتاولة نادى الزمالك. وكان كثيرا مايقضى وقته فى قلب النادى وسط أصدقاء أحبهم وأحبوه، والأمر نفسه كان فى الأهلى.. فكانت له صداقات فى الناديين، وكانوا ضيوفه وضيفهم.
•• كان من باب الأمانة التاريخية، ومن باب الأمانة المهنية، ومن باب الدقة والعلم، كان واجبا على أصحاب هذا المسلسل المشوه، مراجعة سيرة شخصياته، وطبيعة كل شخصية، ولو بالسؤال فى مواقع عملهم، ومنها سيرة نجيب المستكاوى الذى كان يباع الأهرام باسمه بصياح البائع: «إقرا هيكل.. إقرا المستكاوى».
•• هذا التشويه الذى ينم عن جهل بالشخصيات لا أستغربه، فإذا كان جمال عبدالناصر مستشرقا لايتحدث باللهجة المصرية، فتوقع أن يكون عبدالحكيم عامر بطلا لحرب 1967..؟!