هل نفهم الألعاب الأوليمبية؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأحد 8 سبتمبر 2024 3:14 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل نفهم الألعاب الأوليمبية؟

نشر فى : الخميس 18 يوليه 2024 - 8:15 م | آخر تحديث : الخميس 18 يوليه 2024 - 8:15 م

** تتفوق الرياضة المصرية على المستويين العربى والإفريقى، ولها أيضا وجودها بالميداليات والإنجازات فى ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وبمراجعة نتائج الدورات العربية ودورة الألعاب الإفريقية سنرى البعثة المصرية دائما فى دائرة القمة برياضييها وشبابها المكافح أبطال الألعاب الفردية والغائب عن الأضواء بسبب شمس كرة القدم. ولا يدرك الكثيرون ما يعانيه هؤلاء الأبطال من مشاق تدريب وحرمان من أجل البطولة.
** الألعاب الأوليمبية تدق الأبواب وهى أعلى مستوى رياضى لاسيما فى الألعاب الفردية، ومنذ سنوات لا أهتم بكرة القدم فى الأولمبياد وحين حضرت دورة أوليمبية لم أتابع مباراة كرة قدم واحدة ولم أهتم بالنتيجة، لكن يختلف الأمر فقط حين يشارك منتخبنا الأوليمبى فى الدورة كما فى تلك المرة بباريس. فالمتعة هناك فى ألعاب القوى والسباحة والفروسية والجمباز، وقد ذكرت الفروسية لأننى أعشق الخيل وجمالها وترويضها وانظروا إلى جمال العلاقة بين الفارس والفرس، وفى الترويض الأوليمبى يرقص الجواد «ويتمختر» بدلال وبراعة مذهلة بلمسة من كعب الفارس وساقيه.
** إن حدود القدرة البشرية سؤال عمره من عمر البشر ومن عمر الرياضة ومن عمر الدورات الأوليمبية.. وفى تاريخ الألعاب إنجازات لأبطال توقف أمامها العالم، إلا أن الصراع الدائم بين الإنسان وبين الزمن والمسافة والوزن أسفر عن انتصارات باهرة حققها الإنسان. وقديما لم يكن سهلا متابعة الألعاب الأوليمبية على الهواء مباشرة، فقد كانت دول العالم محاطة بأسوار تحجب الأخبار والصور باستثناء ما يقدمه الصحفيون من جهد. وأذكر أن مباريات كرة القدم فى إنجلترا كانت لا تبث على الهواء مباشرة، لكن شركة ما تعاقدت مع استاد ويمبلى على تصوير مباريات كرة القدم نظير ألف جنيه إسترلينى، وكان الأمن يمنع أى مصور يحمل كاميرا من دخول الاستاد. وتحايل آخرون بتصوير مباراة من منطاد.. هكذا كان عالم الرياضة وعالم مشاهدتها.
** الألعاب الأوليمبية مثل أحداث رياضية عديدة باتت خارج أسوار الدول والمدن ويشاهدها العالم على الهواء مباشرة، ويرى الملايين مستويات الأبطال وإنجازاتهم. ونتيجة لهذا التطور التكنولوجى أصبحت جملة التمثيل المشرف مطاطة، غير مقنعة. وباتت الجملة خطيرة، وربما هى لها تأثيرها السلبى على الجمهور، لكن الخطر الحقيقى ألا يدرك من يستخدمها من المتخصصين والنقاد والمحللين ما هو التعريف الحقيقى الآن للتمثيل المشرف فى الألعاب الأوليمبية. هذا خطر داهم وهؤلاء عليهم أن يدركوا أن المستويات الأوليمبية رفيعة للغاية. والفوز بمركز رابع أو سادس فى لعبة هو تمثيل مشرف، والوصول إلى نهائى (أ) فى سباق 100 مرت سباحة حرة هو إنجاز عظيم. حتى لو حصل السباح على المركز الثامن.
** وربما يسمح المجال بحديث آخر عن الإنجازات البشرية، إلا أن هناك أجيالا لا تدرك معانى الحركة الأوليمبية، خاصة بعد أن أصبح الملايين يرون ويلمسون تفوق الرياضيين العالميين فى الألعاب الأوليمبية على الهواء مباشرة، فى تطور جعل الانتصار والتفوق هدفا اجتماعيا فى كل دولة.. تلك هى الحقيقة لكن للحقيقة وجها آخر، وهو القيم الأوليمبية ومفاهيمها، وتلك رسالة الإعلام المطالب بالتدقيق فى التمثيل المشرف وحدوده، فى الألعاب الأوليمبية، وماذا يعنى لاسيما على مستوى اللعبات الفردية. وفى الوقت نفسه ما هى الالتزامات القارية بالنسبة للألعاب الجماعية.
** إن عقلية حساب الرياضيين المصريين على نتائجهم فى الدورات الأوليمبية يجب أن تتغير، فى ظل فهم قواعد التأهل للدورات، وتعريف دقيق للتمثيل المشرف، وإدراك أن أكبر مكافأة يحصل عليها الرياضى الحقيقى هى شرف الاشتراك فى الألعاب الأوليمبية وربما يسمح المجال بحديث آخر عن تلك الإنجازات البشرية، إلا أن هناك أجيالا لا تدرك معانى الحركة الأوليمبية، خاصة بعد أن أصبح الملايين يرون ويلمسون تفوق الرياضيين العالميين فى الألعاب الأوليمبية على الهواء مباشرة، فى تطور جعل الانتصار والتفوق هدفا اجتماعيا فى كل دولة.. تلك هى الحقيقة لكن للحقيقة وجها آخر، وهو القيم الأوليمبية ومفاهيمها، وتلك رسالة الإعلام المطالب بالتدقيق فى التمثيل المشرف وحدوده، فى الألعاب الأوليمبية، وماذا يعنى لاسيما على مستوى اللعبات الفردية. وفى الوقت نفسه ما هى الالتزامات القارية بالنسبة للألعاب الجماعية.
** ولنا عودة بإذن الله عن حجم البعثة المصرية إلى باريس وقيمة أنها بعثة ضخمة.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.