** كان ذلك عنوان صحيفة «المنتخب» المغربية فى تعليقها على مباراة الأهلى والوداد، حيث كانت آخر هزيمة منى بها الوداد على ملعبه فى يوم 27 يوليو عام 2016 أمام الأهلى بهدف نظيف سجله رامى ربيعة.
** فوز الأهلى بهدفين جعل مباراة العودة صعبة نسبيا على الوداد، لكن كان واردا أن يجعلها حسين الشحات شبه مستحيلة لو كان سجل هذا الانفراد النادر، فى الدقيقة 57..
** الفوز بثلاثة أهداف أو أربعة كان ممكنا للأهلى، كما قال مدرب الفريق موسيمانى فى تصريحاته عن اللقاء. فيما وضعت النتيجة ضوء شمعة فى نهاية النفق بالنسبة لمدرب الوداد ميجويل جاموندى الذى اعتبر لقاء العودة فرصة للعبور إلى المباراة النهائية..
** لعب الأهلى مباراة قوية، شهدت لحظات فارقة، وكانت الأولى الهدف المبكر الذى سجله قفشة فى الدقيقة الرابعة بناء على موجة ضغط متقدمة، أسفرت عن ارتباك جبران. وكانت اللحظة الثانية من بطولة محمد الشناوى الذى تصدى لضربة جزاء سددها بديع أوك فى الدقيقة 43.. لكن أداء الأهلى التكتيكى كان مميزا للغاية، ومن يسأل عن بصمة موسيمانى فقد تجلت فى هذه المباراة، حين كلف لاعبيه بأداء ضغط رائع على الخصم فى ملعب الأهلى، بقيادة خمسة لاعبين بالدرجة الأولى وهم: السولية، وديانج، وأجاى، والشحات، وقفشة، فكان فى ملعب الأهلى قلب من المدافعين ينبض بالضغط، وفى الطرفين محمد هانى وعلى معلول. وهو الحائط الذى تصدى لمحاولات الوداد، وهو الضغط الذى جعل الفريق المغربى عاجزا عن تمرير الكرة أو التخطيط لهجمات منظمة، فاضطر إلى إلقاء بالونة المباراة بتمريرات طويلة تذهب إلى لا أحد!
** راجع شريط اللقاء جيدا، وتذكر واسأل: كم مرة كان لاعبو الوداد يتبادلون الكرة؟ كم مرة شنوا هجوما منظما؟ كم مرة صنعوا فرصا كبرى للتهديف؟ ثم كم مرة طار على معلول ومحمد هانى فى الجناحين خلال الشوط الأول؟ ولماذا لعب مروان محسن وليس أليو بادجى؟ ولماذا لعب قفشة وليس وليد سليمان؟
** طريقة اللعب هى 4 /2/3 / 1.. هى مجرد أرقام. لكن عند فقد الأهلى للكرة يرتد قفشة، والشحات، وأجاى بجوار السولية وديانج أو أمامهما، ليكون التكوين 4/5 /1 ليظل مروان محسن متقدما وضاغطا على دفاع الوداد.. وذلك مع الضغط الجماعى على الخصم فى ملعب الأهلى، ضغط حقيقى وليس مجرد «تحليق». بجانب تقارب المسافات بين لاعبى الفريق وتقارب الخطوط أيضا، فتشعر أن الملعب مزدحم، أو أن مساحاته قليلة. وأدى اللاعبون هذه المهمة بالتزام وسيطرة من جانب موسيمانى.. وهكذا سجل الأهلى تفوقه التكتيكى من البداية وترجم التفوق إلى هدفين وثلاث فرص تهديف، وسيطرة واستحواذ بنسبة 53% مقابل 47 % للوداد على ملعبه، وصدّر للفريق المغربى ارتباكا وعجزا وقلة حيلة فى الاختراق
** لعب قفشه لأنه سريع ومراوغ. ولعب مروان محسن لأنه أسرع من بادجى فى الصندوق وفى المسافات القصيرة. ولعب مروان أيضا لأن بادجى يحضر أفضل عندما يلعب الفريق كثيرا من الطرفين. ولعب الأهلى عموما بقوة شخصيته.. لكن هذه مباراة مدتها 180دقيقة. جعلها الأهلى صعبة بفوزه بهدفين فى الشوط الأول هناك. وكان قادرا على جعلها مستحيلة بهدف ثالث أو رابع..
** المباراة لم تنته بعد. ومهمة الأهلى فى العودة ثنائية. فهو سيدافع بقوة ويهاجم بشراسة. والمعادلة لا تسمح بخطأ ولا بمساحات..