استخلاص العبر - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:45 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استخلاص العبر

نشر فى : السبت 19 نوفمبر 2011 - 8:05 ص | آخر تحديث : السبت 19 نوفمبر 2011 - 8:05 ص

لا سامح الله الشخص أو الجهة التى أوقعتنا فى هذه اللخبطة السياسية والعبثية منذ تنحى مبارك عن السلطة وحتى الآن.

 

كان مفترضا أن ننشغل جميعا بالانتخابات البرلمانية والبرامج والأهداف وخطط المستقبل ثم فوجئنا أن المتظاهرين يهتفون بالأمس فى ميدان التحرير مرة أخرى «الشعب يريد إسقاط النظام»، ومعنى ذلك أننا «محلك سر» وأننا لم نتقدم قيد أنملة بعد يوم 11 فبراير.

 

ما يحدث الآن إهدار للوقت والجهد والمال والأعصاب، وعلينا جميعا أن نتعلم لغة المكاشفة والمحاسبة وفى السياسة يتم ترجمة ذلك إلى ما يعرف باستخلاص العبر والدروس وإلا كنا كررنا أسطورة سيزيف الذى حكمت عليه الألهة بأن يصعد بلا توقف حاملا الصخرة إلى قمة الجبل المدبب الذى لا يستطيع الاستراحة عليه.

 

كثيرون يتحملون مسئولية وصولنا إلى هذا المأزق. وفى مقدمة هؤلاء أولئك الذين صاغوا الإعلان الدستورى بصورة غامضة، والذين خدعوا الشعب ولم يقولوا له الحقيقة بشأن مرامى الاستفتاء يوم 19 مارس. ذنب هؤلاء لا يغتفر لأنهم وضعوا بذرة الانقسام بين الإسلاميين والليبراليين وبين المسلمين والمسيحيين.

 

جماعة الإخوان المسلمين تتحمل قسطا من المسئولية لأنها باختصار راهنت على المجلس العسكرى ووضعت كل «بيضها» فى سلة المجلس.

 

خاصمت كل القوى السياسية من أجل خاطر عيون المجلس، رفضت النزول فى مليونيات كثيرة تدعو إلى ديمقراطية ومدنية الدولة، وشاركت فى خديعة الاستفتاء معتقدة أن الثمرة نضجت وحان قطافها، ثم تبين لها أن الثمرة غير موجودة أصلا وأنه ربما جرى استخدام الجماعة لتخويف قوى سياسية أخرى أو تمرير المرحلة الانتقالية.

 

نفس الأمر ينطبق على التيار السلفى والجماعة الإسلامية. هذا ليس نقدا للتيار الدينى، لكنه مناشدة له أن يعيد قراءة المشهد ويقول لنا إنه أخطأ هنا وأصاب هناك.

 

فى السياسة يسمون ذلك شجاعة وليس عيبا.

 

فى المرحلة الماضية دافع التيار الدينى بالحق حينا وبالباطل أحيانا عن المجلس العسكرى، وفجأة  انقلب الحال ووجدنا خطيب وإمام ميدان التحرير يقرأ أثناء صلاة الجمعة أمس بعضا من آيات سورة إبراهيم ومنها «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون» وكذلك: «وإن كان مكرهم لتزول من الجبال».

 

خطأ التيار الدينى الرئيسى منذ قيام الثورة وحتى الآن أنه عمل منفردا، لم يؤمن بالعمل الجماعى مع بقية مكونات الشعب والثورة، ثم أفاق فى النهاية على الخطأ القاتل ليعود مرة أخرى إلى الميدان.

 

لو أن القوى السياسية الرئيسية توافقت على المبادئ الاسترشادية للدستور وعلى خريطة الطريق للمرحلة المقبلة لانتهى كل شىء ولوصلنا بسرعة إلى بداية الطريق.

 

الفرصة لم تمر بالكامل، واقتراح عبدالمنعم أبوالفتوح بأن يعلن كل طرف وحزب وشخص ومرشح عن نواياه الحقيقة بشأن المستقبل يصح أن يكون بداية حقيقية للخروج من المأزق.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي