حريق الكلام وصحة الوطن - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 4:10 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حريق الكلام وصحة الوطن

نشر فى : الجمعة 18 نوفمبر 2016 - 11:35 م | آخر تحديث : الجمعة 18 نوفمبر 2016 - 11:35 م
ليس أكثر قسوة على إنسان عاقل من أن يرى النار تزحف إلى داره بينما هو مقيد لا حول له ولا قوة لا يستطيع لها دفعا ولا يأمل فى خلاص منها. هذا هو حال الكثيرين من الأطباء وحالى ونحن نرصد ما يحيق بمهنتنا من خطر داهم وما تعيشه بلادنا من أحداث قد تودى بحق الإنسان فيها فى الصحة والعلاج.

< اعتدنا أن ننقل مشاكلنا إلى ساحات الإعلام لنستعرضها ونجهز عليها فلا حل لدى الإعلاميين ولا رغبة أكيدة فيمن يلجأ إليهم فى العدالة إنما هى مساحة يتصارع فيها دائما الأقوى وصاحب المصلحة والنهاية دائما إجهاض القضية الأساسية.
انتقلت قضية أزمة نقص المستلزمات الطبية إلى الإعلام وفجرها تصريح للدكتورة منى مينا وكيل نقابة الأطباء والذى لن أتطرق إلى أى ما يتعلق بصحته أو هدفه فأنا لست ممن يتطوعون للموت فى خندقها أو يباهون بالدفاع عن الوزير: أنا طبيب انتماؤه لمهنته ووطنه وقضيته الإنسان المصرى المريض وأجره كله على الله.

< الخاسر الأول والوحيد فى القضية هو الإنسان المصرى: السليم يرتجف من احتمال مرض، والمريض يراقب المعركة الدائرة على رأس فراش مرضه ينتظر مصيره المحتوم ولا ثقة لديه فى أى من أصحاب تلك الأصوات المرتفعة فى المعارك الوهمية المحتدمة. يجب أن يمتنع كل الأطباء عن الإدلاء بأى تصريحات عنترية إذا توافرت لديهم الشجاعة والوطنية والإحساس بالمسئولية فليبدأوا فى التخطيط لإدارة الأزمة.
نحن فى أزمة حقيقية نحتاج فيها عقولنا وتغيّب فيها حناجرنا.

< يجب أن تبدأ فورا أعمال لجنة دائمة الانعقاد من أصحاب العقول الحاضرة والأصوات الخافتة والخبرة الناجزة لإدارة الأزمة على أن يمكن لأى صاحب رأى أو خبرة من الأطباء الوصول إليهم لعرض مشكلة المكان الذى يعمل به بدلا من اللجوء للإعلام.

< يجب أن تعيد الدولة النظر فى دعم قضية الدواء المصرى والمصانع التى يمكنها إنتاج المستلزمات الطبية فلا خروج من تلك المحنة إلا بدعم الإنتاج المصرى الخالص. الدعم يأتى فى أشكال كثيرة منها الإعفاء من الضرائب وتوفير المواد الخام أما فتح باب استيراد الأدوية فالمعروض أنه فى مصلحة شركة الأدوية فى المقام الأول وأصحاب قمة الهرم على مدرج الدخل فى بلادنا.

هناك شركات تنتج المستلزمات الطبية تقف على أعتاب وزارة الصحة تنتظر تراخيص لماذا لا ينظر بجدية فى أمرها؟

هل من الحكمة إغلاق مصنع لإنتاج المحاليل لاكتشاف خطأ فى تركيبه بعضا من إنتاجه؟ لماذا لا تفرض عليه عقوبات ويتم مراقبته بانتظام بدلا من إغلاقه نهائيا؟

< لا أحد ينكر أننا فى محنة وأننا سنواجه ما هو أقسى من ذلك إذا ما تعطل تفكيرنا وغابت الرؤية الصحيحة لكن غيرنا من دول العالم العظمى واجه مشاكل أكبر وقام بحلها: اذكروا ماذا فعلت ألمانيا بعد الحرب والتفتوا إلى ما تقوم به الهند الآن حتى احتفظت لنفسها بأحد أقوى المواقع على خريطة إنتاج الأدوية فى العالم.
يضيق المكان عن أفكار كثيرة تدور برأس زملائى ورأسى نأمل أن نسمع عن بداية عمل لجنة إدارة الأزمة حتى يمكننا طرحها بلا استعراض أو موسيقى تصويرية.

سؤال أخير: أين نقيب الأطباء الذى جاء بإجماع كاسح ورغبة حقيقية من جموع الأطباء؟ غيابه يحيرنى ويزيد من قلق من انتخبوه.

 

التعليقات