رؤية رجل مخابرات - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 10:16 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رؤية رجل مخابرات

نشر فى : الأحد 19 أبريل 2009 - 10:14 م | آخر تحديث : الأحد 19 أبريل 2009 - 10:14 م

كيف ينتهى الفساد.. بالإجراءات الرادعة أم الزمن وحده كفيل بإسقاطه؟.. وكيف تخرج مصر من أزمتها الراهنة.. باتباع سياسات محددة أم الرهان على جنود مخلصين سيخرجون فجأة لينهوا كل الأزمات والمشكلات وتعود مصر إلى ما تستحقه من مكانة؟.

هذه الأسئلة كانت محورا رئيسيا فى نقاش ضم مجموعة من الصحفيين والكتاب والفنانين مع اللواء صلاح المحرزى وكيل جهاز المخابرات العامة السابق فى الصالون الثقافى للكاتب أحمد المسلمانى ليلة الجمعة الماضية.

الرجل الذى عمل فى الجهاز منذ تأسيسه فى بداية الخمسينيات وحتى أوائل الثمانينيات يبدو متفائلا محترفا، ربما لأنه عاش فى فترة صعود الحلم المصرى والعربى إلى عنان السماء قبل أن يهوى من علٍ لاحقا.

هذا الرجل كان مسئولا عن هيئة معلومات جمال عبدالناصر فى المخابرات حتى توفى الرئيس الراحل، كما أنه كان أحد مهندسى إغراق الحفار الإسرائيلى فى سواحل أبيدجان بساحل العاج.. المهم اطلع الرجل على معلومات كثيرة بما يجعله يعرف الكثير عن الملفات. خلال اللقاء أطلق الرجل العديد من الآراء وكشف عن رؤى قد تبدو صادمة ومفاجئة لكثيرين.. فهو يرى أن جنوب السودان لن ينفصل عن شماله رغم كل المقدمات التى تقول عكس ذلك طالما أن مصر استمرت فى مساندة الخرطوم.

يؤكد أن إيران تمتلك سلاحا نوويا وأن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمتها. يكشف أن إسرائيل غير قادرة على ضرب السد العالى رغم كل بجاحات ليبرمان، والأهم يؤكد أن قواتنا المسلحة أفضل الآن بمراحل عما كانت عليه فى حرب 1973.

من بين تقديرات وتحليلات المحرزى أيضا أن إسرائيل هى التى هيأت كل الطرق لتفوز حركة حماس بالانتخابات كى يحدث كل ما حدث الآن.

فى تقدير المحرزى أىضا أنه يجب أن يكون واضحا للجميع أن إسرائيل وأمريكا هما العدو الأول لمصر.

الحاضرون سألوا الرجل ــ الذى أشار بعدم قتل الملك فاروق بعد نجاح الثورة وقبل ترحيله مباشرة ــ سألوه عن كيف يتم القضاء على الفساد الذى استشرى بصورة كبيرة؟.. فرد قائلا: إننا لا نستطيع أن نسترد الهاربين بالمليارات فى الخارج، لأن الدول التى تؤويهم ترفض ذلك بحجة أنهم يستثمرون أموالهم هناك.

إذن ما الحل؟.. قال الرجل بوضوح: إن هذه الظاهرة حدثت بشكل أقل أيام جمال عبدالناصر، وكان الحل أن أجهزة الأمن المصرىة قامت بإحضار هؤلاء الهاربين بأموال الشعب فى صناديق بعد تخديرهم، وأن أحدهم كاد يتسبب فى فضيحة عندما استيقظ فى المطار.. يضيف أن الأمر لو كان بيده لطالب بتطبيق نفس الخطة الآن حتى يرتدع كل اللصوص.

ترى هل يمكننا أن نفعل ذلك؟! 
 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي