اللهم بلغنا رمضان.. أكثر الأدعية شهرة وتداولا بين الناس حينما يبدأ العد التنازلى فى شهر شعبان فى اتجاه أيام الشهر الكريم، دعاء بديع يشى بالرغبة فى تأدية الفروض واتباع السنن، أيضا فى الحرص على الطاعة والأمل فى طول الأجل.
فإذا ألقى الله علينا ظله وبلغنا بإذنه رمضان فماذا نحن فاعلون؟ حديثى اليوم عزيزى القارئ يأتى عاما قصدت به أن نبدأ الاستعداد نفسيا وجسديا لأداء فريضة شاقة لكن من تناولها إذا اختلف قلت حدتها وربما صارت ذات بعد صحى واجتماعى يروق لنا.
هناك بعض ما يجب أن نلتفت إليه فى شهر الصوم الكريم على أوجزه وأواصله،إن شاء الله، على مدى أيام رمضان.
أول ما أتمنى أن ألفت إليه النظر أن رمضان يأتى مع شهور الصيف وإن كان أقل حرارة هذا العام إلا أن شرب الماء بصورة كافية «ولا أقول العصائر» أمر يجب الانتباه إليه بصورة تضمن الارتواء الحقيقى للخلايا.
من الآن يجب الالتفات إلى أسلوب حياتنا الغذائى. بينما تشير كل الدراسات الحديثة إلى أهمية صوم الاصحاء فى علاج الكثير من المظاهر التى قد تؤدى لأمراض مختلفة إلا أن الانتباه لمكونات الغذاء هو حجر الزاوية. محاولة الثبات على نظام غذائى تجتمع فيه الفائدة ومتعة التذوق وشروط الصحة وضرورة الحركة وقدر كاف من الماء والمكملات الغذائية الطبيعية المانحة للطاقة والانتباه لثبات الوزن عند الحد الملائم للسن وطبيعة الحياة.
ما نتمناه لأنفسنا من صحة أتمنى أن نراعيه فيمن ستقدم لهم عطاياه سبحانه فى رمضان، أعنى من كان عليه أن يطعم غيره سواء لكفارة الإفطار أو شنطة الخير التى تحرص عليها معظم البيوت المصرية الآن. شاهدت فى المحال الكبرى «كرتونة» تباع بسعر موحد وفقا لما بها من مكونات. والله ترددت كثيرا فى أن أكتب عنها لكنى رأيته واجبا أنبه إليه إخوتى وأصدقائى.
إنها عبوات تضم نفايات وأستغفر الله من الوصف لكنها فى الواقع لا ترقى إلى ما قد يقبل عليه الإنسان. ناهيك عن أنواع الزيت الخليط والدهون المهدرجة التى يطلقون عليها ألقابا ومسميات بغرض الترويج لها وينفقون عليها الملايين فى إعلانات يجب أن يعاقب عليها قانون الإنسانية.
نعم لإطعام الناس فى رمضان ولكن تحديدا كما أشار ديننا «من أواسط ما تأكلون».
يدخر كل منا طاقة انفاقية لوجه الله الكريم لأيام رمضان. أتمنى عليكم جميعا أن تتحروا الدقة فى تلك الجهات التى تعد العدة طوال العام لابتزاز الناس باسم الخير. ليست بخافية أننا فى معهد القلب القومى نتمنى أن ينتبه الناس إلى أن المكان الذى يستقبل ألفى مريض يوميا على الأقل من كل أنحاء الوطن وأنه حتى اليوم هو المكان الوحيد الذى يمكن أن يلجأ إليه مريض القلب للعلاج مجانا على نفقة الدولة.
يتهيأ معهد القلب القومى الآن لدور فى الرعاية الصحية أكثر فعالية وأعظم أثرا فادعموه بقوة لأن ذلك فى النهاية عائد مركب الفوائد للأمة بأسرها.
هو أحد الأماكن التى تضمن أن تصل فيه مساهمتك ليد الله سبحانه مباشرة دون وسيط أو سمسار.
حديثى إليك عزيزى القارئ سيطول فى رمضان لكنى اليوم اختم حديثى بدعوتك لتقليل ساعات مشاهدتك للتلفزيون وقنواته العديدة التى تترك بقعا لا تزول بسهولة فى وجدانك وأنت لا تدرى أو تشعر بها.
إذا أردت خيرا لنفسك اجعله بإذن الله شهرا من راحة النفس وصفاء البال والعودة إلى السكينة والتأمل.
اللهم بلغنا رمضان
آمين يارب العالمين