بعيدا عن الأسباب الوراثية والجينية والهرمونات يمكننا بالفعل أن نعرف السمنة بأنها مرض معد. إذ إنها بالفعل مرض استهلاكى يرتبط انتشاره بالأنماط الغذائية المختلفة التى يتبعها البشر فى مجتمعات تختلف من بلد لآخر.
فى شهر يونيو وفى ثلاث دول مختلف كان الحديث عن السمنة هو حوار الساعة بين الحكومة والشعب.
فى فرنسا أعلن نيكولا ساركوزى عن اختياره لأحد أطباء التغذية الطبية المعروفين وتكليفه رسميا بدراسة ظاهرة السمنة التى بدأت تتسلل خلسة لقوام البلاد التى كانت مثلا للرشاقة فى الدنيا كلها. ما الذى حدث لصحبات القد المثالى وسفيرات الموضة فى دنيا الجمال المتألق؟.. لماذا أصبح الأطفال أميل للبدانة أقرب للكسل؟
أسئلة فى انتشار «مسيو بدانة» كما أطلق الفرنسيون على الطبيب الذى بدأ بالفعل فى اختيار معاونيه وإعداد خطة لدراسة الظاهرة ومحاولة فهمها بصدق لاقتراح الحلول التى ستتبناها الحكومة. بلاشك لإعادة فرنسا إلى عرش الصحة والرشاقة.
فى أمريكا أعلنت الإدارة الأمريكية عن توصياتها الغذائية التى تعلنها كل عام بعد دراسة علمية تستعرض فيها النمط الغذائى السائد الذى تبناه الأمريكيون فى عام ماضى.
أما فى كندا فقد بدأت الإدارة الكندية فى إلزام كل منتجى المواد الغذائية بما أقرته الهيئات المعنية بصحة الكنديين وشئون غذائهم.
حدود معينة لا تتخطاها الدهون المتحولة فى كل المنتجات الغذائية الى تدخل فى تركيبها سواء كانت تقدم فى المطاعم أو تباع سابقة التجهيز.
إلزام إجبارى بإغلاق مكونات كل الوجبات سابقة التجهيز. وتحريم الإعلان عن كل ما تعتبره هيئة الغذاء ضارا بالأطفال.
برجركنج أو محل الهامبورجر الكندى الشهير أعلن هذا الأسبوع عن التزامه بتحديد نسبة الصوديوم فيما لا يزيد على 600 مجم فى الوجبة للأطفال فى استجابة لمشروع قومى للوقاية من ارتفاع ضغط الدم يبدأ بالأطفال.
تلك البرامج القومية التى يخطط لها وتنفذ على مستوى البلاد أين نحن منها؟
إنها حصيلة جهد مخلص لأصحاب تخصصات مختلفة على مستوى من الفكر المستنير يجمعهم بالنخبة التى تدير شئون البلاد هدف واحد هو مصلحة المواطن وصحة الوطن. لنا الله من كل الأمراض المعدية.