هل من الممكن أن يحمى النظام الغذائى الذى ينتهجه سكان البحر الأبيض المتوسط قلوبهم من أمراض الشرايين وعقولهم ونفوسهم أيضا من شرور الاكتئاب؟
تجيب على السؤال دراسة إسبانية خالصة نشرتها المجلة العلمية المعروفة American medical assaciation Reports..
الدراسة استمرت طيلة أربع سنوات ونصف السنة لترصد أحوال عشرة آلاف وأربعة وتسعين شخصا الغذائية والنفسية والعقلية فى محاولة لربطهم فى سياق واحد يسمح بدراسة أثر كل منهم فى الآخر.
ولكن ماذا يأكل سكان البحر الأبيض المتوسط فى تقدير الإسبان؟
تضم القائمة الزيوت الأحادية غير المشبعة وأهمها زيت الزيتون، الكثير من الخضراوات الطازجة والفواكه، المكسرات والحبوب والأسماك، قدر متوسط من منتجات الألبان والكحوليات مع قدر أقل من اللحوم الحمراء.
أتم المشاركون فى الدراسة تقديم جميع المعلومات التى طلبت منهم بصفة دورية رجالا ونساء. عاداتهم الغذائية، نشاطاتهم العامة والخاصة، مؤشرات لحالتهم النفسية والذهنية، التدخين من عدمه، أحوالهم الأسرية وتاريخهم المرضى وإذا ما كانوا يعانون من أى متاعب صحية مزمنة أو إذا كانوا عرضة لأى من عوامل الخطر على صحة الإنسان أو متعرضون لمخاطر بيئية كالإشعاع أو التلوث.
انتهت الدراسة إلى أن من يحرصون على تناول كل مفردات قائمة طعام البحر الأبيض المتوسط يتمتعون بلياقة ذهنية أفضل وأغلبهم من غير المدخنين أو من أقلعوا عنه وأن معظمهم يمارس نشاطا بدنيا بصورة منتظمة. ولم تختلف المؤشرات فى بقية الإجابات من مجموعة لأخرى.
انتهت الدراسة أيضا إلى أن من يحرصون على قائمة طعام البحر الأبيض المتوسط هبطت معدلات الاكتئاب فيهم إلى نسبة تقل ثلاثين بالمائة عن أقرانهم ممن يتخيرون أطعمة أخرى مختلفة ولهم عادات غذائية مختلفة.
تعزو الدراسة غياب الاكتئاب عند من يتناولون طعام أهل البحر المتوسط إلى أنها أطعمة «خاصة زيت الزيتون» تحفز على زيادة السيروتونين «هرمون البهجة» فى المخ مما يكافح الاكتئاب. هل عرفتم لماذا تتزايد عندنا معدلات الاكتئاب، ببساطة لأننا لا نطل على البحر الأبيض المتوسط!