جمهورية «خالتى فرنسا» - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 9:45 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

جمهورية «خالتى فرنسا»

نشر فى : الأربعاء 20 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 20 فبراير 2013 - 8:00 ص

حتى الآن لم تنجح ما توصف بـ«مؤسسة الرئاسة» فى شىء غير التلسين والتجريس.

 

تفوق الرئيس ورجال مطبخه على أنفسهم، ولأول مرة يتفوقون فى شىء بوضوح وسط فشل مزرٍ فى السياسة والإدارة واللياقة.

 

لم يفعل الرئيس شيئا منذ مجيئه سوى الخطابة المضمنة برسائل التلسين واتهامات الكيد غير المقرونة بأدلة ولا بتوضيحات تسمح لأى عاقل الآن يتدبر فيما يقول ويبنى انحيازا موضوعيا.

 

الرجل يجلس على مقعده الرئاسى وكأنه على مصطبة فى حارة مزنوقة، وحوله رفاق مجلس نميمة يلوكون سيرة الجيران، فيوزعون مراتب الشرف على أنفسهم ويفرقون اتهامات الفساد والتآمر والسقوط الأخلاقى على الجميع.

 

رئيس الجمهورية صار رئيسا لمجلس النميمة، ومؤسسة الرئاسة صارت مؤسسة للتلسين، تخرج منها الكلمة وعكسها، والموقف وضده، والاتهامات غير الموثقة أو المسندة إلى براهين.

 

الرئيس «قالوله» إن هناك مؤامرة كبرى هناك أناس يجتمعون ويتمولون ويتسلحون، لكنه لم يتصرف كرئيس ويطلب الأدلة، أو يرسل ما تم رفعه له من معلومات لأجهزة تحقيق وتقصٍ لإثبات ما يثبت ونفى ما ينفى، لكنه خرج ككبير عائلة فى حارة شعبية فى خصام مع غيرها من العائلات، يتبادل التلسين ويتحدث عما يجرى فى الحارات المزنوقة المظلمة، وكأنه فى مشاجرة «تجريس» فى منطقة عشوائية.

 

الرئيس «قالوله» إن اشقياء حملوا أسلحة ثقيلة واستهدفوا طائرات عسكرية، فتحدث فى جلسة خارجية هدفها طمأنة الخارج عن الأوضاع الأمنية فى مصر لجذب السياحة والاستثمارات، دون أن يخبر مستمعيه، من هم هؤلاء الأشقياء؟ ماذا فعلت الدولة معهم؟ هل ألقت القبض عليهم وبدأت محاكمتهم، أم أن الدولة صارت على يديه جمهورية موز ترتع فيها الميليشيات والدولة عاجزة.

 

الرئيس «قالوله» إن مستشاره لشئون البيئة متهم باستغلال النفوذ، وأن أجهزة رقابية رصدت مخالفاته، الرئيس لم يطلب البراهين والأدلة كمسئول حقيقى ورجل دولة، لكنه بمنطق القبيلة اكتفى بما ورد إليه من معلومات، وأقال مستشاره معلنا قرار الإقالة متضمنا حديثا مطاطا عن الشبهات، لكن الرئيس وموظفيه الكبار فى مؤسسة التلسين لم يخبرونا ماذا فعلوا فى هذه الشبهات وهذه التقارير، هل ذهبت للنيابة أم جرى التستر عليها سياسيا، أم أنها غير موجودة من الأساس.

 

لكن الرئيس وجماعته وحزبه وأهله وعشيرته فقط من حقهم أن يعرفوا التفاصيل، لا حق للرأى العام فى أن يعرف ويفهم على الأقل حتى يثق فى ذلك الجالس على مقعده موزعا الاتهامات بلا أسانيد ولا أدلة، وهو رجل الدولة الأول الذى بيده مقاليد الأجهزة الرقابية وفى يمينه صلاحيات الذهاب بأى اتهامات أو شبهات إلى جهات تحقيق على رأسها نائب عام من اختياره.

 

هذه جمهورية «خالتى فرنسا» امرأة تمتهن «التجريس» من إبداع الصديق بلال فضل، وكنت حينها أعتقد أن بلال شطح بعيدا فى رسمها من خياله، حتى تأكدت أن كثيرين يمتهنون «التجريس ورمى الجتت» حتى وهم يسكنون قصورا رئاسية.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات