استوقفتنى كلمة فى حديث أسطورة جراحة القلب فى زماننا هذا مجدى يعقوب لشباب الأطباء فى المؤتمر السنوى لكلية طب قصر العينى والذى انعقد خميس الأسبوع الماضى. هو بلا شك جزء مهم ومرحلة مهمة فى تاريخ جراحة القلب فى العالم لذا أنا لا أرى أن أيا من الألقاب التى يمكن أن تسبق اسمه أو الصفات التى تليه قد تضيف إلى اسمه المجرد ثقلا أو وزنا إنما يظل اسمه المجرد علامة فارقة فى تاريخ الطب.
قال مجدى يعقوب: «إن لم تستطع علاج المريض فلا تؤذه»!
من الطبيعى أن يعالج الطبيب المريض فمتى لا يستطيع علاجه؟
أما كيف يؤذيه فهو السؤال الأهم!
لخص مجدى يعقوب «مرض صحة المصريين» وأشار إلى العلاج فى إيجاز وحكمة لا أراها غريبة على صاحب تجربة ثرية متميزة. لأنه يتحدث إلى الأطباء جاء حديثه مؤكدا أن الطبيب هو حجر الزاوية فى قضية علاج الإنسان المصرى لذا يجب أن يتوافر له وفيه كل الإمكانات التى تؤهله لأداء مهمته على الوجه الأكمل.
أهم ما يدعو إليه مجدى يعقوب دائما هو قضية «تحديث التعليم الطبى» الاعتماد على التقنيات الحديثة سواء كان ذلك فى التشخيص أو طرق العلاج المختلفة، التى تحتاج إلى إمكانات مادية لا تقدر عليها إلا الحكومات، التى تعتمد ميزانيات لا تكفى فقط لشراء التكنولوجيا الحديثة، بل أيضا ميزانيات لتعليم الفنيين أفضل الطرق للاستفادة منها وصيانتها، ولتعليم الأطباء قدرا من المعرفة العلمية، تفى بالاستفادة من المعلومات، التى تتيحها التقنيات الحديثة عن طبيعة مرض الإنسان سواء فى التشخيص والعلاج.
أراد مجدى يعقوب أن يشير إلى طبيعة تلك المنظومة التى تؤدى للارتفاع بمستوى الخدمة الطبية التى تتيح للإنسان حقه فى الصحة والتى يجب أن تتيح للطبيب حقه فى العلم حتى يستطيع أن يؤدى واجباته فى يسر، بعيدا عن ممارسات تفتقر إليه، الأمر الذى يؤدى بلا شك إلى إيذاء المريض بدلا من علاجه.
الرسالة بالغة الوضوح وإن لازمتها بعض القسوة التى أراها الأزمة لتأصيل المبدأ والإعلان عنه بوضوح. العلم هو الطريق الوحيد لتأهيل الأطباء وتحديث المناهج وطرق التدريس فى كليات الطب فرضية عين على مسئولى الشأن الصحى فى هذا البلد. التدريب فى المراكز المتقدمة فى العالم ضرورة يجب أن يسعى إليها الطبيب وينتجها له المركز الذى ينتمى إليه شريطة أن يعود إلى مكانه الطبيعى فى بلده لخدمة مواطنيه وأداء رسالته ولا يحلق فى سماء الهجرة الأمر الذى سبقه إليه الكثيرون ومازالوا.
تحية واجبة للإنسان العظيم جراح القلب الأشهر مجدى يعقوب.