لا يعدم الشيطان متطوعين، فهم دائما حاضرون يلبون احتياجاته فى الاحتيال والابتكار، لا ينقصهم ذكاء ولا تفقد لهم همة. ما أن بدأت الحملات العالمية لمكافحة التدخين فى إحراز بعض من النجاح فى التبصير بخطره وأثره المدمر على كل أجهزة الجسم، حتى انتبه محور الشر إلى وسيلة جديد مبتكرة يسترجع بها مكاسبه التى فقدها نتيجة الإجراءات التى أقدمت عليها الحكومات التى تتبنى سياسات صحية ملزمة مثل منع الإعلانات التى تروج للتدخين وفرض ضرائب ورسوم جمركية عليها ومنع التدخين فى الأماكن العامة ومنها المطارات ودور العرض والمستشفيات بل وتعدتها لكل المصالح الحكومية.
فى تقرير إخبارى من واشنطن أفادت وكالة أسوشيتد برس أن شركة (أر. جى. رينولدز) أحد أكبر الشركات المنتجة للسجائر قد أقدمت على إنتاج نوع جديد من منتجات التبغ يمكن استهلاكه بلا دخان. حبوب صغيرة تذوب فى الفم لتسرب جرعة من النيكوتين للدم بعد استحلابها.
المنتجات التبغية التى تحاول تسويتها الشركة فى ثلاث ولايات لا يسمح فيها بشراء التبغ إلا للبالغين لكن الواقع أنها محاولة لبيع النيكوتين فى صورة أخرى ينقصها فقط الدخان.
تنبه البعض لخطورة ما يحدث فطالبوا بمنع بيعها وقد علق السيناتور جيف ميركلى الديمقراطى فى ولاية أوريجون بأنها منتجات «غير آمنة بل هى كالسجائر بلا شك يمكنها أن تقتل وتتسبب فى السرطان».
يظل بالفعل خطر هذا النوع من منتجات التبغ أكثر من السجائر التى قد لا يستعمل المدخن جرعة النيكوتين كاملة منها وإن كان ما ينفذ من دخان يصيب كل من حوله بضار التدخين السلبى.
يظل المال هو المحرك الأول للباحث عن الكسب لبعض النظر عن وسيلة الكسب فالغاية دائما تبرر الوسيلة لأتباع ميكياقيلى.
النيكوتين فى تلك الصورة البريئة وسيلة لجذب الصغار وبداية أكيدة لإدمان النيكوتين الذى سيصبح شراؤه من محلات الحلوى حيلة بارعة لإخفاء الدخان إذا ما اشتعلت النيران فى الرئة والشرايين. إثر تناول جرعة منه ملفوفة بعناية فى غلاف من السلوفان الملون.