فاجأتنا منظمة الصحة العالمية بتقرير أقل ما يوصف به أنه خبر صادم للعالم بأسره. تؤكد منظمة الصحة العالمية أن خمسة من المرضى يتوفون كل دقيقة نتيجة لتلقيهم العلاج الخطأ!
توضح منظمة الصحة العالمية أن ٢٫٦ مليون من المرضى يلقون حتفهم سنويا نتيجة لأخطاء فى علاجهم فى البلاد الفقيرة «حددتها بالقليلة أو المتوسطة الدخل» لأمور تتعلق بصحة تشخيص حالاتهم أو الأدوية والعلاجات التى يتلقونها والتى تكون سببا مباشرا فى وفاتهم!.
إعلان التقرير جاء على لسان المدير العام للمنظمة Dr. Tedros Adhanam حددت المنظمة يوم ١٧ سبتمبر يوما عالميا لحماية المريض Patient Sofcty Day، والذى تحاول المنظمة جاهدة أن تلقى فيه الضوء على تلك الظاهرة الكارثية والذى تقدر فيها المنظمة قيمة تلك التكلفة الاقتصاد بما يزيد على ٤٢ بليون دولار سنويا تستخدم فى شراء أدوية لأماض تم تشخيصها تشخيصا خاطئا.
بحثت عن الخبر فى كل موقع لأراجع المعلومة لكنى للأسف لم أصل إلا للبيان الصادر باسم مدير عام المنظمة فى الإعلان عن تسمية السابع عشر من سبتمبر باسم «يوم سلامة المريض».
إذا راجعنا الخبر الكارثى لأردكنا أن هذا خبر ينسحب على البلاد الفقيرة فلماذا كان التشخيص خاطئا فيها وحدها ما دون البلاد الأخرى الغنية التى يتوافر لها نصيبا قويا من نظم العلاج والتأمين الصحى.
يعتمد التشخيص على كفاءة الطبيب وحسن اختياره للوسائل التى تثبت صحة تفكيره لتجديد موطن الداء وعلى هذا الأساس يأتى وصف الدواء. فإذا كانت البداية خاطئة فالنهاية بلاشك وخيمة.
يحضرنى قول سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهة حينما لعن الفقر وأقر بعداوته حين قال «لو كان الفقر رجلا لقتلته».
يعد هذا أول اعتراف عالمى يصدر عن منظمة عالمية بأن الفقر أحد أسباب وفاة الإنسان. يموت الإنسان بصورة تلقائية حينما لا يتوافر له فى وطنه نظاما صحيا عالى الكفاءة يضمن له صحة تشخيص مرض وبالتالى وسيلة علاج فاعلة تؤكد حقه الطبيعى والمشروع فى الصحة والشفاء.
كنت أتمنى لو أن بيان مدير عام المنظمة والذى جاء فيه تشخيصها صحيحا لمشكلة عالمية تخص بلاد العالم الثالث أن يتضمن ولو إشارة لعلاج صحيح يمكن أن ينقذ الإنسان من هذا المصير.
كنت أتمنى أيضا أن أعرف موقع بلادى على تلك الخريطة لأن التقرير جاء عالميا ولم يرد به أى وقائع محلية يمكن منها أن نستدل على موقفنا وكيف يمكن تفادى هذا المصير قبل السابع عشر من سبتمبر ٢٠٢٠، يوم حماية المريض على أجندة منظمة الصحة العالمية.