نظرة على هوس الرئيس الأرجنتينى باليهودية وإسرائيل - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الإثنين 21 أكتوبر 2024 4:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نظرة على هوس الرئيس الأرجنتينى باليهودية وإسرائيل

نشر فى : الأحد 20 أكتوبر 2024 - 6:55 م | آخر تحديث : الأحد 20 أكتوبر 2024 - 6:55 م

نشرت صحيفة هآرتس مقالا للكاتبة جودى مالتز، تناولت فيه أبرز ما جاء فى كتاب جديد عن سر ميل الرئيس الأرجنتينى، خافيير ميلى، لليهودية وإسرائيل، رغم أنه مسيحى، ولا يشكل يهود الأرجنتين سوى أصغر أقلية دينية بالبلاد وغير مؤثرة في سياساتها.. نعرض ما ورد بالمقال كما يلى:
الرئيس الأرجنتينى، خافيير ميلى، معروف بين أتباعه باسم «المجنون»، ويدرس التوراة بانتظام، كما يظهر فى المناسبات العامة مرتديا الكيباه (قبعة من القماش يرتديها الذكور اليهود كتقليد دينى)، ويخطط للتحول إلى اليهودية، لكن يقول إن السبب الوحيد الذى منعه من تنفيذ ذلك حتى الآن أنه لن يتمكن من أداء واجباته - كرئيس للدولة - إذا ما طُلب منه أن يلتزم بصلاة يوم السبت.
من المعروف عنه أيضا أنه استشهد فى فعاليات حملته الانتخابية وخطاب تنصيبه، وفى التجمعات العامة، بالآية التالية من سفر المكابيين: «النصر فى الحرب لا يعتمد على حجم القوات المسلحة بل على قوى السماء». من هنا استعار رانان راين، أستاذ التاريخ اللاتينى الأمريكى والإسبانى فى جامعة تل أبيب، وبابلو مينديز شيف، طالب الدكتوراه فى نفس الجامعة، عنوان كتابهما الجديد، «قوى السماء: الأرجنتين وميلى واليهود» (من المفترض أنه نشر الأسبوع الماضى بالإسبانية).
يتألف الكتاب من 24 مقالا، وقصة قصيرة واحدة، كتبها مثقفون يهود من أصول أرجنتينية. يعد الكتاب المحاولة الأولى من نوعها لفهم هوس ميلى بدين ليس دينه، وشعب له تأثير ضئيل أو معدوم على سياسات بلاده. صحيح الأرجنتين موطن لأكبر جالية يهودية فى أمريكا اللاتينية، ولكن اليهود يشكلون أصغر أقلية دينية فى الأرجنتين.
يشير راين إلى أن هذا التماهى المفرط ليس فقط مع اليهودية الأرثوذكسية، بل وأيضا مع الحكومة الإسرائيلية الحالية». مثلا، عندما قطعت بلدان فى أمريكا الجنوبية علاقاتها مع إسرائيل أو استدعت سفراءها بسبب الحرب فى غزة، قام ميلى بأول زيارة خارجية له كرئيس إلى إسرائيل، وأعلن عن خطته لنقل السفارة الأرجنتينية إلى القدس.
يضيف راين فى فصل بالكتاب عنوانه «الأرجنتين، الأرض الموعودة الأخرى»، إلى أن ميلى «يتحدث عن نفسه وأخته كارينا، التى تعد مستشارته الأولى، باعتبارهما موسى وهارون، الأخوين اللذين أخرجا بنى إسرائيل من مصر وقاداهم إلى الأرض الموعودة». ويعلق راين: «لقد كنت أشعر بالفضول لمعرفة سبب قيامه بهذا، وأعتقد أن جزءًا من ذلك يتعلق بأسطورة القوة اليهودية، فكرة أنه إذا تمكن من الاتصال بشخصيات رئيسية فى العالم اليهودى فقد يكون ذلك مفيدًا لحملته السياسية ولشعبه، على الرغم من أن اليهود هم أصغر أقلية دينية فى الأرجنتين».
• • •
يذكر راين أن أحد الموضوعات التى تبرز فى كل المقالات تقريبا هو الخوف من أن «التعاطف المفرط» الذى يظهره ميلى مع اليهود قد يؤدى فى النهاية إلى نتائج عكسية قائلا: «هناك مخاوف بالتأكيد داخل المجتمع اليهودى بالأرجنتين من أنهم قد يصبحون كبش فداء إذا تفاقمت الأزمة الاقتصادية أو تبين أن رئاسته كانت بمثابة فشل ذريع. ولا أعرف عدد الأشخاص المتخوفين بدقة، ولكن العديد من اليهود فى الأرجنتين يشعرون بعدم الارتياح إزاء هذا التعاطف، على الرغم من أن قلة منهم يشعرون بالابتهاج».
إحدى مقالات الكتاب كتبها أليخاندرو سويفر، متخصص فى تاريخ حركة حباد فى الأرجنتين، وحركة حباد هى فرقة فى اليهودية الأرثوذكسية. حاول سويفر أن يشرح الروابط الوثيقة بين الحركة ورئيس الأرجنتين الكاثوليكى ــ وخاصة إذا أخذنا فى الاعتبار أن حركة حباد، باعتبارها حركة أرثوذكسية، لا تشجع على التحول الدينى، وأن ميلى لم يخف خططه لتغيير ديانته.
كتب سويفر: ليس من المستغرب أن تختار حركة حباد التحالف بشكل وثيق مع ميلى. كانت أيديولوجيتهم تميل تقليديًا نحو اليمين المحافظ فى الطيف السياسى، وتحتضن الثقافة والهوية الأمريكية بالكامل، إلا أنها تُظهر البراجماتية. إذ تسعى حركة حباد إلى اكتساب حلفاء فى مناصب السلطة، وبارعة فى هذا السياق. لذا فى هذه الحالة يبدو الأمر وكأنه زواج مصلحة: إذ تتجاهل حركة حباد معارضتها القوية للتحولات الدينية، فى حين يجد ميلى فى حركة حباد عقيدة تتوافق مع نظرته للعالم.
• • •
القسم الأخير من الكتاب مخصص لمقالات عن الأرجنتين وإسرائيل واليهود فى عالم ما بعد السابع من أكتوبر. ومن بين الذين قُتلوا واختطفوا فى يوم مذبحة حماس كان عدد كبير منهم من أصول أرجنتينية. والواقع أن العديد من الكيبوتسات على حدود غزة أسسها مهاجرون من الأرجنتين.
يلاحظ راين أن بوينس آيرس (عاصمة الأرجنتين) لم تشهد نفس المظاهرات الحاشدة ضد الحرب فى غزة التى انطلقت فى العواصم الكبرى الأخرى، كما أن الأرجنتين لم تشهد مظاهرات فى الجامعات مثل تلك التى كانت فى جامعتى كولومبيا وهارفارد. باختصار، كان رد الفعل تجاه الحرب فى الأرجنتين مختلفا تمام الاختلاف عن أى مكان آخر فى أمريكا الجنوبية، وهناك سبب وجيه لذلك. فالأرجنتين ـ وليس اليهود الأرجنتينيون وحدهم ـ أخذت أحداث السابع من أكتوبر على محمل شخصى للغاية.

ترجمة: ياسمين عبداللطيف
النص الأصلى:
https://bitly.cx/rZ6hE

التعليقات