أستعير العنوان من صحفى مصر الأشهر على أمين عل الفكرة تصل إلى قلوب المصريين كما تعودت فكرته أن تصل.
تكرار الحديث عن دور فعال للمجتمع المدنى فى مجال الصحة يعكس بالفعل الحاجة الماسة لهذا الدور وإلقاء الضوء على ضرورته من زوايا مختلفة يؤكد أن هناك بالفعل حاجة إلى تفعيل هذا الدور وإعادة التفكير فى طرح فرص مختلفة جديدة فى معناها تؤصل لفكرة التطوع لخدمة المجتمع والناس كفكرة إنسانية وواجب يفرضه واقع صعب على الجميع وإن اختلفت درجة صعوبته من إنسان لآخر.
فى مجتمعات دول كبرى تتضح تلك الأفكار فى تطبيقات مختلفة منها ما يفرضه المجتمع ذاته ومنها ما يسعى الإنسان بنفسه إليه.
فرصة الالتحاق بالكليات المرموقة لا تتوقف على درجات الطالب ومدى تفوقه وقدراته على اجتياز اختبارات القبول فقط بل قد يتساوى فيها طالبان تماما لكن تفضيل أحدهما على الآخر يتوقف على مدى ما قدمه من نشاط للخدمة العامة وتطوع بعمله لمساعدة الآخرين فى مجتمعه. أعلى تلك المجالات قدرا هو ما يتطوع به الشباب فى مجالات الخدمة بالمستشفيات: رعاية المعاقين وتقديم العون لهم سواء بمعاونتهم على تجاوز الإعاقات الحركية أو الإعاقات البصرية والسمعية ومجالسة كبار السن أو مرضى النفس.
علوم إدارة المستشفيات تتطور فى اتجاه أن المستشفى مجتمع قائم بذاته. لا تتوقف إدارة المستشفيات الآن على إدارة دولاب العمل فيها إنما يجب أن يختلف الأمر إلى ضرورة وجود كيان موازٍ للكيان الإدارى فى المستشفى الذى يمثله موظفوها. كيان آخر من المتطوعين الذين يؤمنون لتلك المؤسسة الخدمية قدرا من الحرية فى الفكر لتطوير الخدمة فيها سواء المقدمة لمرضاها أو للأطباء العاملين فيها والفنيين بمعاملها أو التمريض الذى يعد عماد الخدمة فى العيادات الخارجية والأقسام الداخلية والخاصة. لم يعد بمقدور أى دولة فى العالم مهما بلغ اقتصادها من ثبات أو جاءت برامج التأمين الصحى فيها على قائمة اهتماماتها أن تفى بحاجة مواطنيها من الرعاية الصحية والطبية إلى منتهاها دون دعم من المجتمع المدنى والمواطنين أنفسهم، الأمر الذى يستلزم وعيا قوميا يذكى روح الالتزام فى نفس الإنسان المصرى يذكره دائما بحقه فى الصحة والعلاج ويدعم مطالبته للدولة بحمايته من مداهمة المرض له فى أوان الضعف ولكن يذكره أيضا بأن له دورا فى أيام الصحة عليه أن يختاره وفقا لقدراته وأدواته التى يمكن أن يتطوع بها لمساعدة الآخرين فى مجتمعه.
هل ينجح التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى تلك المهمة القومية؟ سؤال لا أعرف إجابته عن يقين وإن كنت قد تلقيت اتصالا تبعه لقاء بدا لى مفيدا مطمئنا مع أحد مسئولى التحالف وقياداته والذى بدا مؤمنا تماما بالفكرة داعما لها بقوة.
أدركت أن الرسالة بدأت فى الانتشار وأن حرص المصريين على الحقوق سيكون له رد فعل مساو له فى اتجاه الالتزام بالواجبات إن شاء الله.
سمعت عن أمثلة رائعة لجهود المجتمع المدنى خاصة فى تجربة بنك الطعام والتى يحرص القائمون عليه على أن تصل الخدمة إلى الأسر بصورة كريمة تعتمد على اختيارات علمية مدروسة تراعى الحالات المرضية فى تلك الأسر كمرضى السكر أو مرضى القلب والكلى والكبد.
سمعت أيضا عن مراكز علاج السرطان التى قامت على جهود المجتمع المدنى وتم تأهيلها على أعلى مستوى.
رغم سعادتى بقرار إنشاء معهد قلب قومى جديد إلا أننى أتمنى لو دعم المجتمع المدنى أيضا المعهد الحالى لأداء خدماته للمصريين دون توقف.
دمتم جميعا سالمين..
وكل عام وأنتم بخير..