حديث نبوى شريف يشير إلى أن الصيام صحة. هو بالفعل كذلك إذا ما أدرك الإنسان كيف يصوم دون أن يؤذى خلاياه أو يتسبب فى أى خلل لتلك المنظومة البيولوجية التى تربط بين أجهزة الجسم الحيوية فى تناغم بديع. يبدأ الأمر بمعرفة أثر الصوم على الجسم. الجلوكوز هو وحدة الطاقة فى جسم الإنسان فإذا ما امتنع الإنسان عن الطعام لفترة تتراوح بين أربعة إلى ثمانية ساعات بدأت تلك المنظومة البيولوجية فى البحث عن مصدر داخلى للطاقة. تبدأ بالكبد تسأله عما يدخره من احتياطى الطاقة: الطاقة المدخرة هى الجليكوجين الذى يتألف من سلسلة طويلة من وحدات الطاقة الأولية: الجلوكوز.
يبدأ تكسير الجليكوجين فى عملية من أكثر عمليات الهدم أهمية فعمليات التمثيل الغذائى مستمرة دائما بين هدم وبناء. تتكسر السلسلة متشابكة الحلقات إلى وحدة الطاقة الأولية: الجلوكوز؛ ليحملها تيار الدم السارى فى الشرايين إلى كل الأماكن التى فى احتياج للطاقة كى تعمل فى آلية تضمن للإنسان انتظام وظائفه الحيوية كالقلب والمخ والكلى. إذا مرت إذا مرت اثنتا عشرة ساعة تقريبا ولم يتحقق القدر الكافى للجسم من سكر الجلوكوز فإن الجسم يبدأ فى استخدام الجليكوجين الموجود فى العضلات. نظرا لأهمية العضلات لتوازن وحركة النسان فإن الجسم يبدأ أيضا فى استخدام الدهون المدخرة فى الجسم والتى تقدر بسبعة فى المائة من وزن الرجال يقابلها عشرة بالمائة من وزن النساء. إذا استمر الصيام بصورة متصلة لأيام تالية مع شرب الماء يصل الإنسان إلى نقطة لا رجعة بعدها توصف بالمجاعة. لتبدأ مضاعفات أهمها اضطراب نبض القلب واختلال نسب السوائل فى الجسم وتساقط الشعر وتراجع وظائف المخ والكلى. صيام رمضان صوم يتبعه إفطار لذا يمكن للإنسان السليم صحيا والذى لا يعانى من أى خلل فى وظائف أعضائه كالإصابة بمرض السكر أو أمراض القلب والشرايين أو الفشل الكلوى والكبدى وغيرها من الأمراض التى تسبب خللا واضحا فى عمليات التمثيل الغذائى ــ أن يصوم إذا أدرك كيف يمكنه خلال فترة الإفطار أن يعيد التوازن إلى جسده فيمده بكل ما افتقده ويعده لصيام يوم جديد.