بداية أعترف أن العنوان ليس لى إنما هو عنوان مقال بديع للكاتب الكبير الأستاذ جميل مطر نشرته الشروق فى ١٩ أكتوبر فى صفحة الرأى. المتابع لكتابات جميل مطر السياسية يعرف، بلا شك، قدر الكاتب ويعى حجم قدراته على الرصد والتحليل ويمكنه أن يستشعر ببساطة عمق الثقافة التى يستند إليها فى أسلوبه السهل الممتنع.
أحرص دائما على قراءة كل ما يكتب، فالواقع أنه ــ وإن غلبت السياسة على كتاباته ــ إلا أنه بين الحين والآخر يفاجئنا بموضوع إنسانى له علاقة بصحة الإنسان الجسدية والنفسية، وأظننى أكون أسعد القراء به فهو دائما الوجه الآخر لذات العملة التى أصكها.
كتبت أنا أيضا عن رياضة المشى لكنى بالطبع لم أتطرق إلى كل هذا الزخم البديع من ألوان السرد التى استخدمها جميل مطر ليعرض فكرته فى تشجيع قرائه على البدء فى المشى.
بدأ بنصيحة الطبيب ثم استعرض من جانبه بالفضل الاجتماعى للمشى على سلوك الإنسان وحبه للحياة وصوره المختلفة فى ذكريات جماعية لأيام الصبا والنشأة.. ثم انتقل إلى الفلسفة وراء فعل المشى ومنها أنه يحرر الأفكار ويستدعى الإلهام لدى المفكرين ويقاوم غرور النفس لدى الإنسان ويحبب له التواضع كما هو حال رهبان البوذية فى رحلتهم الدائمة على الأقدام.. ولم ينس بالطبع نضال المهاتما غاندى ضد الاحتلال البريطانى متكئا على عصاه فى رحلاته بطول البلاد بسلاح المشى المسالم دون طلقة رصاص واحدة.
قررت أن أحتفظ بمقال الأستاذ جميل مطر أعطيه لكل من يطلب منى النصيحة وأن أضيف صفحة من عندى أسجل فيها بعضا من الملاحظات العلمية عن رياضة المشى بعد أن أغدق عليها الكاتب جمالا وعمقا قد لا ينتبه إليه العلم.
كان المشى دائما للإنسان وسيلة انتقال حتى حرمته المدنية من تلك نعمة السير على الأقدام. كانت أمراضهم قليلة أما الآن فمن لا يشكو من آلام الظهر والرقبة وأمراض القلب والشرايين وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية من لا تنتابه مشاعر اكتئابية، من منا لا يحيط بخصره حزاما من الدهون يضيف إلى أعباء دورته الدموية عبئا مختلفا جديدا؟
المشى أحد العلاجات السهلة والمهمة للأرق. والمشى أيضا يساعد على الهبوط بمعدلات الضغط المرتفع فى الحالات المتوسطة دون علاج إذا ما حرصنا عليه بانتظام يساعد أيضا على خفض ضغط العين فى حالات الجلوكوما أو ارتفاع ضغط العين المعروف بالمياه الزرقاء.
المشى يساهم فى تنشيط الدورة الدموية الأمر الذى يوقع بكمية من الدم أكبر للغضاريف حاملة للأوكسجين والمواد الغذائية المختلفة التى تقاوم بتيبس المفاصل خاصة الركبتين. فى المشى صيانة لمفاصل الركبة والحوض.
المشى بخطوة سريعة معتدلة يزيد من كمية الهواء التى يتنفسها الإنسان بمعدل خمس مرات الأمر الذى يزيد من معدل احتراق الجلوكوز وتولد الطاقة اللازمة أبدا لعمليات التمثيل الغذائى.
المشى مع أحد الأصدقاء أمر قد يحمل للنفس طمأنينة والكثير من المتعة وقد يلزمك بالاستمرار.
عزيزى القارئ.. امش.. امش.. امش.. تلك بالفعل نصيحة مخلصة من الأطباء والفلاسفة.