رحم الله شهداء الشرطة الذين سقطوا على يد الإرهابيين فى طريق الواحات يوم الجمعة الماضى، ونسأل الله سرعة الشفاء للمصابين.
دعم الشرطة واجب على أى مصرى وطنى فى هذه اللحظات، هؤلاء سقطوا من أجل أن ينعم هذا الشعب بالأمن والاستقرار، وبالتالى فالحد الأدنى هو الترحم عليهم ومساندة أهاليهم وأسرهم بكل الطرق الممكنة.
ليس مقبولا بالمرة التماس الأعذار للإرهابيين الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم الوحشية. هؤلاء لا يدافعون عن أى قضية عادلة أو محترمة أو نبيلة. لم نسمعهم يطالبون مثلا بتطبيق الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان، بل هم أول من ينتهكون هذه القيم. هم يكفرون الجميع، بمن فيهم متطرفون مثلهم. رأينا وشاهدنا تنظيم داعش يكفـِّر تنظيم القاعدة فى سوريا والعراق.
أقول ذلك لأن هناك البعض ــ بحسن أو سوء نية ــ لا يزال يحاول أن يلتمس أعذارا لهؤلاء الإرهابيين بشتى الطرق. علما أنه ــ لا قدر الله ــ لو أن الإرهابيين تمكنوا منا فسوف يقضون على الجميع، ومنهم أولئك الذين يلتمسون الأعذار لهم.
نختلف مع الحكومة كما نشاء فى أى قضية، لكن ليس فى هذه القضية.
أختلف مع الحكومة فى بعض أولوياتها الاقتصادية مثل إسراعها بإنشاء العاصمة الإدارية، على حساب المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمصانع المتوقفة والمتعطلة.
أختلف مع الحكومة فى ضرورة إفساح المجال لكل الأصوات فى المجتمع المؤمنة بالقانون والدستور والدولة المدنية.
أختلف مع الحكومة فى طريقة معالجة التداعيات الناتجة عن قرار تعويم الجنيه ورفع الدعم عن الوقود.
أختلف مع الحكومة فى ضرورة احترام حقوق الإنسان والإفراج عن أى مسجون سياسى لم يرتكب عنفا أو إرهابا.
أختلف مع الحكومة فى قضايا وأتفق معها فى قضايا أخرى، لكن كل ما سبق شىء والموقف من الإرهاب والعنف شىء آخر.. وعلينا أن نفكر معها فى أفضل الطرق لمواجهة الإرهابيين.
أنا متفق مع هذه الحكومة قلبا وقالبا فى ضرورة التصدى للعنف والإرهاب والتطرف والموجات التكفيرية التى تضرب المجتمع والمنطقة وبقاعا كثيرة فى العالم.
أختلف مع بعض الضباط وأمناء الشرطة فى بعض المعاملات داخل السجون والأقسام وفى إشارات المرور، لكن أنا مع كل الجنود والضباط فى مواجهة الإرهابيين.
هذا الجندى أو الضابط عندما يذهب لمواجهة الإرهابيين فإنه يحمى أنصار الحكومة وأنصار المعارضة، بل يحمى أسر الإرهابيين أنفسهم، من إمكانية وقوعهم ضحايا للعنف العشوائى فى الشوارع والمواصلات.
هؤلاء الضباط والجنود يقدمون أغلى ما يملكون وهى حياتهم فداء لهذا الوطن. سيقول البعض إن هذه وظيفتهم التى يتقاضون عليها أجرا، والرد ببساطة: إنه لا يوجد ثمن فى هذا العالم يمكن أن يساوى حياة إنسان.
دورنا أن نضمن أكبر قدر من الدعم والتأييد والتضامن مع كل جندى أو ضابط أو أمين شرطة أو قوات مسلحة يواجه الإرهابيين فى كل مكان.
هذا تأييد ينبغى ألا يكون مشروطا، طالما أنه يؤدى هذه المهمة المقدسة.. فقط علينا أن نناقش مع المسئولين فى وزارة الداخلية وسائر الأجهزة الأمنية والحكومية كيفية أداء هذه المهمة بأفضل الطرق الممكنة. علينا أن نسألهم حتى نطمئن: هل تم تدريب هؤلاء الناس جيدا، هل وفرنا لهم المعدات والأجهزة والأسلحة المناسبة، هل هناك ثغرات ينفذ منها الإرهابيون لينفذوا عملياتهم الإجرامية، كيف لا تتكرر الأخطاء كل مرة بنفس الطريقة، هل هناك خلايا نائمة لا تزال تدعم الإرهابيين داخل المجتمع، ومن هى القوة والأجهزة الإقليمية والدولية التى لا تريد لمصر أن تعيش فى استقرار، ولماذا لا يتم فضحهم وكشفهم.. أم أن هناك تقصيرا من الداخل؟!.