تحتل وزارة الصحة القمة بجدارة، حيث تأتى أخبارها الآن يوميا على صفحات كل الجرائد اليومية والمجلات والقنوات الأرضية والفضائية، وتتوارى الوزارات الأخرى وتتراجع أهميتها، ولاحديث فى مجلسى الشورى والشعب إلا عن الشأن الصحى، ووزير الصحة الذى يدافع عن مواقفه وقناعاته بذكاء يحسب له، وحضور لايغيب بنفس القوة فى كل قضايا الصيادلة وتسعير الأدوية والتأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة والإنترفيرون وانفلونزا الخنازير كل واحدة من تلك القضايا هم كبير يحتاج مراجعة وفهما لأبعاد محلية لايمكن تطبيق الحلول العالمية عليها.
العلاج على نفقة الدولة هو آخر المكاسب التى حصل عليها المواطن المصرى، حينما أبدت الحكومة انحيازا إلى جانبه يوما، فقد انهارت برامج أخرى وتقلصت مزايا ضمنتها الحكومة للعامل والفلاح والموظف وكل محدودى الدخل، وبقى العلاج على نفقة الدولة لعصا سيدنا سليمان مستندا إليها حتى أكلها النمل فاكتشف من حوله أنه قد قضى من زمن!
ظهرت الآن مسودات العلاج على نفقة الدولة البرنامج الذى ترهل ويجب أن تتخلص من أعبائه الدولة ليحل محله برنامج آخر لا تتضح معالمه حتى للأطباء أنفسهم.
اعترض أعضاء مجلس الشعب وانفعل مجلس الشورى واجتمع الاثنان فى هجوم مباغت على وزير ووزارة الصحة، ظهرت على الفور تقارير تؤكد استغلال أعضاء مجلس الشعب لنفوذهم وسوء استعمال أعضاء مجلس الشورى لمخصصاتهم فى برنامج العلاج على نفقة الدولة، مستندات وأسماء بعينها وأرقام بالملايين ومعلومات متاحة فى الصحافة القومية وصحافة المعارضة عن مخالفات أقدم عليها السادة النواب، هل يدافع النواب عن الإنسان المصرى المريض أم عن حقهم فى أن يمنحوه أولا يمنحوه حقه فى العلاج؟ تشابكت الخيوط واختلطت الأمور وتاهت الحقائق.
مازال وزير الصحة على قناعاته والنواب على انفعالهم والإنسان المصرى لاحول له ولاقوة، يراقب ما يحدث بقلب واجف، يطلب من الله أن تظل عصا سيدنا سليمان على حالها إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا بشأن فيروس سى والإنترفيرون المصرى والأجنبى وانفلونزا الخنازير.