تمنيت دائما لو كان صباح الصحة والسعادة معنى حقيقيا يربطنا بقراء تلك الصفحة من جريدتنا «الشروق» لكن هناك من الأحداث ما يقتحم صباحاتنا بلون داكن ربما كرهناه لكن تغييره يصبح أمرا يتصدى له من لا يقبل بأضعف الإيمان.
مصرية بسيطة ربة بيت لا تتعدى أعوامها الأربعة والعشرين عاما لاعتداء وحشى من عشرة ذئاب اختطفوها من منزلها بلا أدنى جريرة إلا أن زوجها رفض زواج أخته من أحدهم وتناوبوا الاعتداء عليها جميعهم واتصلوا بزوجها ليعلموه بما أقدموا عليه، انتهى بهم الأمر جميعا إلى حبل المشنقة.
فقد هيأ الله سبحانه بعدله لهم قاضيا اجتمع له من الحكمة والحزم وبعد الرؤية ما دفعه لأن يقتص بحكمه هذا لها وللمجتمع فى آن واحد.
يظل الأهم: كيف هى الآن وما الذى ألم بها من جراء تلك الحادثة المباغتة الآثمة من صدمة نفسية معقدة
الأطراف!..
حاولت أن أتتبع كل ما قد يكتب عنها فكان قليلا لا يتجاوز بضعة أسطر عن هجرتها من بيتها إلى مكان غير معروف وأنها اتشحت بالنقاب الأسود!..
العارف بالطب النفسى يعلم جيدا أن الصدمة حولتها لإنسان آخر مختلف يعانى مما نصفه بالتوتر الناجم عن صدمة.
POST - TRAUMATIC STRESS DISORDER PTSD
والذى هو رد فعل دائم ومستمر ومبالغ فيه أيضا بصورة قد تكون هستيرية لحادث مرعب تعرض له الإنسان يجعل المرء كأنما يعيش الحدث بتفاصيله مرة ثانية وثالثة ومتكررة إلى ما لا نهاية، تهاجمه الذكريات بلا هوادة فلا يغمض له جفن ويحاول الهروب إما بتفادى المجتمع أو التفكير المستمر فى الانتحار.
أتم القاضى الشجاع مهمته فهل فكر أى منا فى واجبه تجاه تلك الإنسانة الشهيدة التى عاشينا جميعا مأساتها، يدنا نمدها لكل من يحاول أن يهدئ من روعها ويطمئنها من خوفها ويعيد إليها أمن نفسها، وزارات الصحة والشئون الاجتماعية وأطباء النفس المشاهير وسيدات المجتمع وجمعيات شئون العباد.. أين أنتم؟.. إنه فرض عين يا سادة وليس فرض كفاية.