ليس أغلى على النفس ولا أوقع أثرا فى تقديرى من أثر يتركه الإنسان فى نفس آخر يدفعه لأن يتحرك فى اتجاه الخير راضيا مختارا.
أردت أن يشاركنى اليوم كل قراء صفحة صحة وتغذية سعادة لا أضن بها على أصدقاء الشروق إنما أتمنى على الله سبحانه أن تتكرر ربما بدوت وحشة موضوعات كثيرة تناولتها بصدق وإن لم تخل من مرارة وشجن لا يعلن عنها عنوان: صباح الصحة والسعادة.
تلقيت منذ شهور أربع مكالمة هاتفية من دولة الإمارات ــ مدينة دبى. جاءت المكالمة من طبيبة مصرية نفسية فى دبى منذ سنوات طويلة حتى غدت لها وطنا ثانيا لكن فيما يبدو ظل قلبها معلقا بمصر كالكثيرين من أبناء تلك الأرض الطيبة.
لم أبذل جهدا يذكر لأتبين أنها تعيش تفاصيل الحياة اليومية لكل المصريين وأنها على دراية كاملة بالواقع المصرى وأنها رغم البعد الجغرافى مازالت جاهزة للتواجد فى أى لحظة لتحمل تبعات مسئولياتها كمواطنة مصرية ترى بصدق أن عليها فرض عين واجب السداد.
كانت الدكتورة سمية عبدالقادر طبيبة الأطفال المصرية والمقيمة بدولة الإمارات إحدى صديقات «الشروق» قد قرأت ما كتبت فى صفحة صحة وتغذية عن أملى فى أن يدعم الجميع رسالة معهد القلب القومى فى خدمة المواطن المصرى كآخر باب حكومى مفتوح أمام محدودى الدخل. استقر بها التفكير إلى أن هذا قد يكون مشروعها فكانت تلك المكالمة التى أضاءت أحد نهاراتى. لا أنكر سعادتى بأثر كلماتى فى نفسها لكن الأقوى أثرا كانت سعادتى بطريقتها فى التفكير ورغبتها فى دعم معهد القلب بالتأكيد على أهمية دعم العامل البشرى: التنمية. سألتنى إذا ما كان من الممكن أن تساهم فى دعم فكرة التدريب والتأهيل كان فى رأيها أن هذا أفضل استثمار لتبرعها الذى ما سمحت لنفسى أن أفصح عن اسمها فإننى أفضل أن أحتفظ بقيمة ما دفعت من حر مالها وعائلتها التى لا تقل عنها كرما حتى لا أفسد عليها عملها.
اليوم فى معهد القلب القومى نستقبل الزميلة العزيزة الدكتورة سمية عبدالقادر لتشهد افتتاح ما تم تجهيزه لدعم برامج التدريب بمدرسة الممرضات الملحقة بمعهد القلب القومى.
١ــ معمل مجهز بستعة أجهزة كمبيوتر حديثة متصلة بشاشة عرض لتعلم وإتقان مهارات الحاسب الآلى.
٢ــ معمل متكامل لتدريس مهارات التمريض على مجموعة من الدمى فى هيئة الإنسان المريض رجلا كان أو امرأة وطفلا.
الاهتمام بدعم كفاءة الممرضة المصرية واجب قومى لا يقل أهمية عن إعداد الأطباء وتوفير خدمة التأمين الصحى والحق فى الصحة الذى يجب أن ندعمه الآن جميعا وبكل قوة فقد جاءنا نهار لم تعد الدولة بقادرة على الوفاء فيه بكل مسئولياتها تجاه أبنائها.
لا أعتقد ــ وبصدق دون أى مبالغات أو مزايدات ــ أن فى هذا انكسارا أو هزيمة أو تراجعا إنما الهزيمة الحقيقية أن يملك أحدنا ولا يعطى. أن يقدر أحدنا ويتراجع أن يدرك أحدنا فلا يشير إلى ما يجب عمله. أن نظل نتكلم ونتحاور ونجادل ونتهم وندور فى دوائر مفرغة وقد أوقفنا إعمال العقل وأطلقنا للألسن العنان.
سمية عبدالقادر مثل بديع للإنسان المصرى الذى ترجم معانى وطنية لعمل فعال واع يخدم إن شاء الله مئات الخريجات من مدرسة تمريض معهد القلب القومى ولمن ساهم معنا فى الإعداد والتنفيذ لإحدى محطات التطور بالمعهد.
الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالمجيد الجراح الأشهر والدكتورة رندا زين الدين.