ملامح البابا ضيف مصر - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 2:54 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ملامح البابا ضيف مصر

نشر فى : السبت 22 أبريل 2017 - 9:30 م | آخر تحديث : السبت 22 أبريل 2017 - 9:30 م

توقع الكثيرون أن يلغى زيارته أو على الأقل يؤجلها بعد تفجيرات طنطا والإسكندرية، ولكن البابا فرنسيس بابا روما أصر أن يأتى فى ظل هذه الظروف؛ لأن رسالة البابا خليفة للقديس بطرس أن يرعى ويقوى ويتضامن مع إخوته فى الإنسانية كما طلب منه السيد المسيح (إنجيل يوحنا 21/15)
ضيف مصر هو البابا الـ266 فى سلسلة باباوات روما وقد اعتلى السدة البطرسية فى مارس 2013 خلفا للبابا الفخرى بندكتوس السادس عشر والمفاجئة أنه أتى من خارج القارة الأوروبية التى احتفظت بالبابوية لمدة 1200 سنة وأتى الاختيار من أمريكا الجنوبية ومن دول العالم الثالث مثلنا وتحديدا من الأرجنتين.
فقد ولد جورج برجوليو فى بيونيس فى 17 ديسمبر 1936 لأبوين إيطاليين مهاجرين وهو واحد من خمسة أبناء وفى سن حديثة اسئصلت إحدى رئتيه نتيجة عدوى ثم حصل على شهادة الهندسة الكيماوية وماجيستير فى الكيمياء من جامعة بيونس أيرس ثم درس فى أكليركية فيلاديفاتو ليدخل جمعية الرهبان اليسوعيين فى مارس 1958 ثم حصل على الدروس اللاهوتية ثم درس الأدب وعلم النفس فى كلية الحبل بلا دنس ثم سيم كاهنا فى 13 ديسمبر 1969 ثم أكمل دراسته اللاهوتية وأصبح معلمًا الابتداء فأستاذا للاهوت ومن عام 1980 حتى 1986 رئيسا للكلية الأكليركية فى سان ماجيل (ميخائيل) ليسافر لألمانيا والحصول على دكتوراه من هناك وفى عام 1992 عين كمطران مساعد للكاردينال أنطونيو كوارا شيفو رئيس أساقفة بيونس أيرس.
وفى عام 1998 أصبح هو رئيس أساقفة العاصمة الأرجنتينية والمسئول عن الكنائس الشرقية وفى عام 2001 أعطاه البابا يوحنا بولس الثانى الكرامة الكاردينالية وعمل بجانب عمله كرئيس أساقفة بوظائف بالديوان الحبرى منها عضو فى المجمع الحبرى الخاص بالعبادة ونظام الأسرار وعضو فى المجمع الحبرى للكهنة وعضو فى المجمع الحبرى للحياة المكرسة والرسولية وعضو فى المجمع الحبرى للعائلة وعضو فى اللجنة الخاصة بأمريكا الجنوبية.
لا ننسى أن الأرجنتين دولة من الجنوب ومن العالم الثالث فهى مستعمرة إسبانية قديمة استقلت عام 1810 ولذلك لغتها هى الإسبانية يعيش بها مجموعات أثنية كبيرة من البيض الذين يمثلون 61% من عدد السكان فالهنود الحمر والسود من أصول آسيوية وشاهدت الأرجنتين اضطرابات سياسية فذكر منها فى التاريخ الجديث الثورة الشعبية التى جاءت بوزير الحربية 1946 خوان بيرون الذى أسس الحركة بيرونية وزوجته إيفا بيرون معشوقة الجماهير التى ساهمت فى إقرار حقوق المرأة والفقراء ثم دخلت الأرجنتين فى اضطرابات سياسية جديدة وانقلابات عسكرية إلى أن استقر بها المطاف بدولة ديمقراطية حديثة. أما الكاردينال جورج الذى أصبح البابا عرف عنه تواضعه الشديد حيث لم يعش فى قصر رئيس الأساقفة بل فى شقة بسيطة واستعمل أيضا المواصلات العامة ولم يملك سيارة خاصة وله بال طويل فى تحقيق العدالة الاجتماعية وحق الفقراء والمهمشين وقد ساعد كثيرًا من المضطهدين من الأنظمة الديكتاتورية كما قال عن نفسه: إنه معروف بموافقة المحافظة خاصة فيما يخص الإجهاض ونتظيم الأسرة الصناعى والموت الرحيم والمثليين حتى أنه تصادم مع الحكومة فى هذه الأمور وعارضها بقوة وشدة كما أن له كتبًا كثيرة حول التأملات الروحية وكتابات تربوية وأخرى ضد الفساد والعدالة الاجتماعية.
إن اختيار البابا الجديد لاسم القديس فرانسيس له دلالة كبيرة فالقديس فرانسيس هو شفيع إيطاليا ذلك القديس الذى عاش فى القرن الـ13 وزار مصر وتقابل مع الخليفة الكامل وجدد الكنيسة فى ذلك الوقت عندما ترك عائلته ليعيش مع الفقراء والمهمشين والمحتاجين ويجدد الحياة الرهبانية وتؤسس رهبنة الفرنسيسكان ليعيشوا حياة العفة والفقر ويكونوا قريبين من كل محتاج.
لم يتردد العام الماضى أن يذهب إلى إفريقيا الوسطى حيث الحرب بين المسلمين والمسيحيين بسبب الأصول القبلية بل دخل إلى المسجد واجتمع فيه بالجميع لوضع السلام. وزيارته لمصر هى رسالة سلام وتعزية وأمل ورجاء لكل المصريين؛ حيث سيلتقى بالسيد الرئيس السيسى وفضيلة الإمام الأكبر شيخ جامع الأزهر والبابا تواضروس الثانى والكنيسة الكاثوليكية المحلية.
هذه بعض ملامح البابا الجديد الذى يبدو عليه نصير الفقراء والمهمشين والضعفاء ليترجم الإنجيل إلى واقعه معاش.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات