كثيرا ما يلجأ الأطباء للحديث عن فوائد الصوم إيمانا منهم بأن ذلك يدعم الصائم ويحفز من يتقاعس عنه فيقدم عليه. لكن اعتقادى دائما هو أن شرح الحقائق المتعلقة به فى ضوء العلم هو واجب الطبيب المسلم العدل. يعود الأمر بعد ذلك لضمير الإنسان الواعى نفسه. هو من يعى ويقدر، فهو الذى سيحاسب فى نهاية الأمر بقدر صدقه مع نفسه ورغبته فى إرضاء ربه.
هل الصيام يطيل العمر ويقى من شر الأمراض؟
تذكر دراسات حديثة أن الصيام يحفز جهاز المناعة. رغم أن الأعمار بيد الله سبحانه إلا أن العلم يشير إلى أن متوسط أعمار من اعتادوا الصيام لفترات معينة إنما تزيد عمن لا يصومون. الصيام له أثر على نسبة الدهون فى الدم فهو يتسبب فى خفض معدلات الكوليسترول الردىء وزيادة النوع الجيد، الأمر الذى يحتسب لصالح الوقاية من أمراض الشرايين سواء شرايين المخ أو التاجية.
هل يخلص الصيام الجسم من السموم؟
الجلد والكبد والكلى والقولون هى أعضاء الجسم التى تخلص الجسم من السموم كل بطريقته: فى العرق والبول والبراز. الدراسات العلمية تشير إلى أن تلك العمليات الحيوية تتيح التخلص من السموم أولا بأول، فلا يحتاج الجسم لدعم مباشر بالصيام. لكن الصيام يتيح لتلك الأعضاء فرصة الراحة من أداء تلك الوظيفة وتبعات عملها المستمر الدءوب.
هل يمكن الاعتماد على الصيام فى تحقيق نقص فى الوزن؟
هناك فارق بين الصوم وانتهاج نظام غذائى قليل السعرات الحرارية بغرض إنقاص الوزن. عند الصيام يعمد الجسم إلى ترشيد طاقته فتنخفض معدلات الهدم والبناء فى الجسم ويلجأ لمدخراته من الطاقة فيبدأ بالجليكوجين فى الكبد. ربما تفقد قليلا من الوزن فى البداية لكن الجسم مبرمج على مقاومة أثر الصيام وراثيا. حينما تأكل أقل تنخفض معدلات عمليات التمثيل الغذائى لكنها تعود بسرعة لما كانت عليه إذا أقبلت على طعامك بصورة طبيعية. عليك بانتهاج نظام غذائى صحى إذا ما رغبت فى فائدة مضاعفة فى الصيام. انتبه للخضراوات الطازجة والفاكهة والحبوب الكاملة والمكسرات ومنتجات الألبان قليلة الدسم واللحوم الحمراء وزيت الزيتون.