توقفت تملؤنى الدهشة عند تلك الرسالة التى أرسلها الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالمجيد جراح القلب الأشهر بمعهد القلب القومى على صفحة التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: الآية العاشرة من سورة القمر إلى صديقه وزميل مهنته الأستاذ الدكتور يحيى بلبع. أى وجه للشبه بين موقف سيدنا نوح عليه السلاح وموقف يعايشه يحيى بلبع الآن يجعل من ذلك الدعاء البديع مددا به ينتصر على ظالميه؟!
لكن دهشتى لم تستمر طويلا فقد أصبح الحديث على كل لسان وتطوع الإعلام بالبقية الباقية. نشر اسم الأستاذ الدكتور رباعيا يتوسطه اسم والده «أنور بلبع» أستاذ أساتذة جراحة القلب المفتوح فى مصر والأب الروحى لجراحة القلب والصدر فيها متهما فى قضية فساد مؤداها التربح من استيراد أدوات طبية منتهية الصلاحية!
كنت على ثقة من وجود ثمة خطأ فى الأمر فالرجل له من نصاعة السمعة؛ جراحا وإنسانا ومعلما ما يضىء الدرب للكثير من تلاميذه ورصيده عند الله سبحانه، إرثا من والده وعملا صالحا داوم عليه، ــ هو مفتوح. هاتفته لأقف على حقيقة الأمر فجاءنى صوته هادئا رزينا كما تعودت مؤكدا أنه بالفعل صاحب الاسم المنشور وأن هناك موقفا تدور حوله إجراءات لذا فهو يفضل الصمت حتى تنتهى تلك الإجراءات وأن ثقته مطلقة فى القائمين عليها.
أشهد الله القادر على نصرة المظلوم أننى لا أعرف عن الرجل إلا كل ما يعلى الشأن ويعلو بالمقام.
حكى لى أحد تلاميذه «د. كريم مشهور» أنه كان يدفع من ماله الخاص ثمن أكياس الدم إذا حال نقصها عن البد فى جراحات قائمة المرضى حتى لا تتوقف العمل ولا تتأجل العمليات!
أى تربح هذا الذى يسعى إليه جراح ينحدر من أسرة ثرية ينتسب إليها الشرف والسمعة الطيبة؟ أى تربح يسعى إليه جراح قلب يأتى اسمه ضمن عدد من الجراحين المتميزين لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة؟
أنا لا أدافع اليوم عن يحيى بلبع فتلك قضية ليس لى أن أكون طرفا فيها. للرجل تاريخه الذى يقف اليوم خلفه وله الله سبحانه القادر على نصرته الحافظ لنقاء صفحته.
كلمتى للإعلام الذى سارع لنشر الاسم الرباعى لطبيب لا تنقصه شهرة فى قضية لم يثبت فيها أى دليل بعد، بينما العادة أن يخفى اسم مطعم شهير يقدم للإنسان المصرى طعاما فاسدا منتهى الصلاحية قد يودى بحياته ويشير فى استحياء إلى القبض على راقصة درجة رابعة حماية لها من غضب العائلة الكريمة أو اتقاء لهجوم كتبة حقوق الإنسان ومحبى الفنون الرفيعة!
زميلنا العزيز نحن معك فى سفينتك فاصبر صبرا جميلا فإن الله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا وقد عملت دائما فأحسنت.