قبل 24 ساعة من الجولة الحاسمة للمجموعة الرابعة، شرح مدحت شلبى فى برنامجه التليفزيونى، الموقف وفقا للائحة الغامضة التى وضعها الاتحاد الأفريقى لتلك البطولة، وسبق شلبى بتحديد الاحتمالات، وكيف أنه فى حالة تساوى ثلاثة منتخبات فى كل شىء، فسوف تستبعد نتائج المنتخب الرابع.
وعلى الرغم من ذلك، ومن تلك الحسابات المبكرة التى طرحت، اتجهت كل الأنظار إلى الموقف بين فريقى الكاميرون وزامبيا، وزاد من الارتباك أن قناة الجزيرة أعلنت فور انتهاء المباراتين تصدر الكاميرون للمجموعة ثم تلتها زامبيا، وتحدث المحللون بالإستوديو عن فرص مصر مع زامبيا.
وفى الوقت نفسه، فى أنجولا نفسها كان التليفزيون الأنجولى أيضا يعلن تصدر الكاميرون واحتلال زامبيا للمركز الثانى. وفى الوقت نفسه، فكله فى وقت واحد، كانت بعثتنا الإعلامية والفنية تؤكد أن المنتخب سيلعب مع زامبيا وليس مع الكاميرون..
ويبدو أن شوقى غريب نفسه وشخصيا كان يسأل فى تلك اللحظة : «إحنا هانلعب مع مين»؟!
لماذا تلك اللوائح ولماذا استبعد الكاف نتائج الفريق الرابع، ماهو السر فى هذا الابتكار الذى يجعل فريقا سجل هدفا يزيح الفريق الذى سجل سبعة أهداف؟!
كنت أتمنى أن نلعب مع زامبيا حتى ولو كانت أسرع وأكثر شبابا من منتخب الكاميرون، صاحب الخبرات الذى عاد من الهزيمة فى مباراتين، واحدة أمام زامبيا والثانية مع تونس. ثم إننى لا أصدق حكاية «الكعب العالى والكعب غير العالى».. ولا أصدق أن الكاميرون سوف تظل دائما الكوبرى الذى يعبر فوقه منتخب مصر إلى ألقابه وانتصاراته.. هل معقول أن يظل منتخب الكاميرون جسرا لنا.. ألا يتعلمون شيئا من الخسارة؟!
الكعب العالى خرافة و«خزعبلات» لا أساس لها من الصحة فى ملاعب كرة القدم.. تماما مثل السحر..؟!
هذا يقودنى إلى إشارة الزميل ياسر أيوب لما تناولته منذ فترة طويلة هنا، عن قصة المهندس الجزائرى أبو مسلم بلحمر، رئيس جمعية بشائر الشفاء الجزائرية، الذى استضافه برنامج «المدار» فى قناة أبوظبى الرياضية بداية يناير الحالى، وتحدث فيه بلحمر عن دوره مع منتخب الجزائر، هو الذى تحدث، ولست أنا، وهو الذى قال الكثير، ولست أنا، وهو الذى أكد أنه قام برقية لاعبى الجزائر، ومنع محمد روراوة من مصافحة سمير زاهر فى أم درمان..
وهو الذى قال الكثير فى هذا الشأن ولست أنا. إلا أن برنامج «المدار» كان نموذجا للبرامج التى تطرح قضايا وتناقشها وتحارب التخاريف، خاصة أن الادعاء باستخدام السحر منتشر فى كل ملاعب العالم، ومنها الملعب المصرى والعربى.. ولم أقتنع يوما بتلك التخاريف والخزعبلات، وأضحك كثيرا على لاعبين وفرق فى الدورى المصرى يذبحون كل يوم عجلا « لفك النحس »، فأفسدوا مشروع البتلو القومى.. ولم يفكوا النحس، وإنما خسروا وهبطوا درجة ثانية.. ومع ذلك مازال الذبح مستمرا؟!