الديمقراطية الأمريكية أمام اختبار مصيري - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 9:02 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الديمقراطية الأمريكية أمام اختبار مصيري

نشر فى : الخميس 23 يونيو 2022 - 7:50 م | آخر تحديث : الخميس 23 يونيو 2022 - 8:05 م
نشر موقع Eurasia Review مقالا بتاريخ 20 يونيو للكاتب يوسى ميكيلبيرج، يقول فيه إن السبيل الوحيد لإنقاذ الديمقراطية الأمريكية بعد ادعاء ترامب بتزوير الانتخابات الرئاسية 2020 لصالح جو بايدن هو أن تثبت لجنة التحقيق المشكلة فى مجلس النواب الأمريكى بما لا يدع مجالا للشك نزاهة هذه الانتخابات، وأن ادعاءات ترامب هى ادعاءات باطلة بل وأن تحريضاته أدت لاقتحام مبنى الكابيتول هيل.. نعرض من المقال ما يلى.
قبل وقت طويل من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، كان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب وأنصاره يزعمون أن أعضاء الحزب الديمقراطى سيتلاعبون بها، فقط لتهيئة الرأى العام لهكذا احتمال ويستطيع الانقضاض وقلب الوضع لصالحه بقدر الإمكان عندما يخسر أمام جو بايدن.
ومن ثم، فمن الضرورى، من أجل الحفاظ على الديمقراطية فى الولايات المتحدة، أن يتم إثبات النزاهة الانتخابية للانتخابات الرئاسية عام 2020، كذلك إثبات مسئولية أولئك الذين حرضوا على الحشد الذى ارتكب فى السادس من يناير 2021 (اقتحام مبنى الكابيتول هيل).
هذا يعنى أن التحقيق الحالى الذى تجريه لجنة منتقاة فى مجلس النواب فى أحداث ذلك اليوم المشئوم، والرواية التى نشرها ترامب وأنصاره عن خسارته فى عملية انتخابية مزورة كلاهما أمر بالغ الأهمية لمستقبل الولايات المتحدة وهو ما يمكن وصفه بأنه أكثر الأزمات تأثيرا على الديمقراطية الأمريكية منذ فضيحة ووترجيت (تجسس الرئيس نيكسون على مكاتب الحزب الديمقراطى المنافس فى مبنى ووترجيت، واستقالته على إثر هذه الفضيحة).
وفى الواقع، ما كان يجب أن يعتبر الوصول إلى حقيقة الأحداث التى أدت إلى الهجوم العنيف على مبنى الكابيتول قضية خلافية، بل شىء كان يجب على جميع المشرعات والمشرعين الذين يهتمون برفاهية وبقاء النظام الديمقراطى أن يطالبوا به بشكل غريزى وفورى.
وتعتبر حقيقة أن معظم الأعضاء الجمهوريين فى الكونجرس اعترضوا على التحقيق إنما يشير إما إلى أن لديهم شيئا يخفونه فيما يتعلق بالصلة بين سلوك ترامب وأسوأ هجوم فى تاريخ البلاد على مؤسساته الديمقراطية، أو أنهم وحزبهم خائفون جدا من الحرية السياسية.
على كلٍ، أظهرت شهادة تلو شهادة من بعض أقرب مساعدى ترامب السياسيين أن أولئك المحيطين بالرئيس منقسمون إلى معسكرين: أحدهما يتمتع بالفطرة السليمة والنزاهة والشجاعة لتقديم المشورة لترامب بعدم إعلان النصر مبكرا ليلة الانتخابات لسبب واضح وهو أن النتيجة كانت بعيدة كل البعد عن اليقين فى تلك المرحلة وأن أى خطوة كتلك ستشير إلى انتصار بايدن.
أما المعسكر الثانى بقيادة رودى جوليانى، محامى دونالد ترامب، فقد حث موكله على إعلان أنه تغلب على منافسه الديموقراطى على الرغم من معرفته أن الادعاء كان سابقا لأوانه، وخطأ متعمدا، كما أنه كان بداية لبناء فكرة أنه حدث «احتيال كبير» لضمان فوز بايدن.
مهمة لجنة التحقيق هى استكشاف ما إذا كانت هذه الكذبة (تزوير الانتخابات)، التى يكررها ترامب مرارا وتكرارا، إلى جانب تحريضاته المستمرة ضد أى شخص يتحداه فيها، قد أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول وتدنيسه.
فى كل الأحوال، على مر السنين، ظهرت فجوة هائلة بين القيم التى يعتز بها الأفراد الأمريكيون الأكثر تقدمية وليبرالية، وتلك التى تروج لها القوى الأكثر محافظة. هذه الفجوة جعلت التيار المحافظ يشعر بأنه تم تجاهله اجتماعيا واقتصاديا، وبأن طريقته فى الحياة مهددة. وقد أدى ذلك إلى خلق أرضية خصبة لأسلوب ترامب الشعوبى، والذى بالرغم من خلوه من أى مادة أيديولوجية، إلا أنه يتلاعب بنجاح بمخاوف وعواطف الملايين، خاصة فى أوقات عدم اليقين التى تسود جميع أنحاء العالم اليوم.
ولأن ترامب لا يزال قوة جبارة داخل الحزب الجمهورى، وله تأثير كبير فى اختيار المرشحين لانتخابات منتصف المدة فى وقت لاحق من هذا العام، ولأنه من المرجح بشدة أنه ينوى الترشح للرئاسة فى عام 2024، يجب الكشف عن نواياه الحقيقية من خلال التحقيق الحالى فى تمرد 6 يناير 2021.
طبعا لابد من الإشادة بالقرار الذى اتخذته لجنة التحقيق ببث شهادات المقربين من ترامب، فتلك خطوة ذكية وضرورية للسماح للجمهور بالاستماع إليها والحكم على مزاياها بأنفسهم. يحتاج الناس فى جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى سماع كيف حدثت الادعاءات الكاذبة التى شككت فى شرعية انتخاب بايدن.
ومع ذلك، فإن ما تم تقديمه خلال الليلة الأولى لجلسات الاستماع يجب أن يقلق ليس فقط الأمة الأمريكية ولكن أيضا أولئك الذين ما زالوا يرون الولايات المتحدة كزعيم للعالم الحر، أو يتوقون لإعادة تأسيس دورها والحفاظ عليه.
جوهر القول، سيؤدى كسر أسطورة الانتخابات المزورة إلى إغلاق فصل مظلم فى تاريخ البلاد. وسيستمر تبجيل الولايات المتحدة على أنها «مدينة فوق تل» الديمقراطية.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات