حب أحلى من حب - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 12:59 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حب أحلى من حب

نشر فى : الجمعة 24 فبراير 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : الجمعة 24 فبراير 2023 - 8:50 م
هناك مسافة طويلة جدا فى المتعة الفنية التى تدفعك لمشاهدة الفيلم الأمريكى صوت الموسيقى إخراج ربورت وايز 1965 والفيلم المصرى حب أحلى من حب إخراج حلمى رفلة 1975، ولا أعرف كيف تجرأ السيد بدير على تأليف قصة الفيلم الذى كتب له السيناريو والحوار محمد مصطفى سامى المؤلف المتخصص فى اقتباس الروايات العالمية ومسخها فى قصص سينمائية مصرية، فالرواية التى كتبتها مارى فونتراب، وهى فى الواقع راهبة تولت تربية أسرة من سبعة أطفال وتزوجت من صاحب القصر الكبير فى النمسا، وتعرضت الأسرة لظروف سياسية، منها رغبة الجيستابو الألمانى، فى تجنيد رب الأسرة ليعمل معهم فى القوات المسلحة، أثناء الحرب العالمية الثانية، هذه الرواية ترجمت فى فترة السبعينيات إلى اللغة العربية وهى متوافرة فى أسواق الكتب القديمة الآن ونرجح أن الكاتب لم يقرأها وإنما نظر للفيلم الأمركى الذى حصد الكثير من جوائز الأوسكار بطولة جولى أندروز، وكرستوفر بولمر، واليانور باركر، وهو تحفة فنية ليس لها مثيل فى الفيلم الغنائى الملىء بأغانى الأطفال ما أعطى للفيلم نكهة خاصة، وحقق نجاحا كبيرا عند عرضه، وأنا على المستوى الشخصى شاهدت الفيلم لأكثر من سبعين مرة، أما الفيلم المصرى فلا أعرف كيف طاوع القلم أصبع المؤلف ليكتبه بهذا الشكل الممسوخ، فهل أراد المؤلف فقط أن يحكى عن المحامى رفعت الذى تركت له زوجته خمسة أطفال لتتولى الخادمات تربيتهم، وتفنن الصغار الأشقياء فى طرد المربيات الواحدة تلو الأخرى حتى ظهرت ليلى القادمة من أحد ملاجئ الأيتام وغيرت من إيقاع البيت الرتيب الممل، لتحوله إلى شعلة من النشاط واكتشفت مواهب الموسيقى لدى الصغار كما تولت دور الرعاية للابنة الكبرى المراهقة حتى لا تتورط فى قصة حب مع ابن الجيران، وهذه القصة هى الإضافة الزائدة عن الفيلم، فلا حاجه له بها باعتبار أن الحدث الرئيسى فى الفيلم الأمريكى هو المطاردة بين قوات الجيستابو والأسرة، التى تهرب من الاشتراك فى الحرب، الأب متزمت لا يريد لأولاده أن يدخلوا عالم الموسيقى، وهو متحفظ جدا فى علاقاته بهم فيأمرهم بالصفارة مثل العسكريين، أما رفعت فهو محام مشغول دائما بالقضايا ويسافر باستمرار بين المدن، ويبدو أن الفيلم الأمريكى ومدته الطويلة حيث يبلغ ساعتين ونصف من الدراما والموسيقى، لم يكف كاتب السيناريو المصرى، فأضاف حكايات تافهة لا قيمة لها مثل قصة الحب بين الخادمين الرئيسين فى البيت، ، نبيلة السيد وسيد زيان، ، وعليه فإن صوت الموسيقى فقد لدينا الجانب السياسى او التاريخى واتسم بسطحية ملحوظة، بيد أن الفيلم احتفظ بوجود قصة حب جانبية تربط بين امراة من وسط راق وبين رفعت الذى قدمها لأبنائه كزوجة مستقبلية وأنها ستكون أمهم البديلة وهو المعادل الموازى لشخصية الاينور فى الفيلم الأمريكى.
ومن الغريب أن السيناريو المصرى أصر على أن يجعل أجواء الفيلم تدور فى أجواء الموسيقى المحشوة باستعراضات باهتة جدا لا تكاد تعلق بالذاكرة وساعد على وسم الفيلم بالمسخ ومعانى اللا قيمة والحمد لله ان حفيدتى التى فى سن العاشرة تعلمت اخيرا كيف تعزف لحن دورى رى مى على البيانو بمعنى أن ألحان الفيلم تعيش للأبد وباقية لكافة الأجيال لأكثر من 60 عاما منذ إنتاج الفيلم.
وإذا كان حلمى رفلة هو واحد من المخرجين المتخصصين فى الفيلم الغنائى فإنه هو وللأسف بدا وكأنه ليس حلمى رفلة الذى يملأ أفلامه بالبهجة والروح الساخرة وعلى المستوى الشخصى فإننى لم أهضم أو أقتنع بعنوان الفيلم فما معنى حب أحلى من حب، كما أن الفيلم يخلو مما يعبر عن هذا اللامعنى، فهل المقصود قصة الحب ين رفعت وليلى أم بين الخادم وزوجته، أم بين الابنة المراهقة منى والشاب الذى يستدرجها لرؤية أمه المريضة فى شقته وهو مشهد مستهلك جدا شاهدناه مرارا فى أكثر من فيلم ابرزهم البنات والصيف.
أتوقف عند هذه النقاط كى يدرك القارئ الفارق الواسع بين معانى الأفلام التى نشاهدها.
التعليقات