حلم عمره! - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 9:34 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حلم عمره!

نشر فى : الإثنين 24 مايو 2010 - 10:28 ص | آخر تحديث : الإثنين 24 مايو 2010 - 10:28 ص

 نشرت جريدة الأهرام فى صفحتها الأولى خبرا لا شك أنها قدرت أهميته عن تولى أول رجل منصب نقيب النقابة العامة للتمريض. عبر السيد النقيب فتحى البنا عن سعادته بتولى المنصب قائلا: لم أتوقع فى يوم من الأيام أن أتولى هذا المنصب مع أنه كان دائما حلم عمرى.

تفاءلت خيرا، فلابد أن الرجل يحمل أملا عظيما لمهنة التمريض لم تنجح أى سيدة من اللاتى سبقنه إلى هذا المنصب فى تحقيقه، ومنهن الأخيرة التى ظلت فى منصبها خمس وعشرين سنة بالتمام والكمال.

ارتبطت مهنة التمريض منذ نشأتها بالإنسانية والمرأة، فقد كانت ضرورة ضمتها أهوال الحرب العالمية الأولى حينما تطوعت سيدات الطبقة الارستقراطية فى إنجلترا لمواساة الجنود وتخفيف آلامهم. تطورت تلك المبادرة الإنسانية إلى مهنة التمريض التى لا تقل أهمية عن مهنة الطب وإن جاءت لتكملها ككل فروع المعرفة، استقلت مهنة التمريض بعلومها وتشعبت تخصصاتها وانضم الرجل فيها إلى المرأة فأصبح التمريض مهنة واضحة المعالم تحتل مكانا مميزا بين كل المهن الأخرى التى تهتم بصحة الإنسان.

نالنا قدر يسير من الاهتمام بمهنة التمريض مع قصر العينى أول كليات الطب فى مصر بدأت أول مدرسة للتمريض اعترافا بأهمية أن يتلازم تقدمهما معا، وشهدت بلادنا أيضا أول معهد عالٍ للتمريض، وأصبح من حق خريجاته مواصلة العلم حتى شهادة الدكتوراه، فما الذى حدث بعد ذلك؟

الواقع أن التمريض فى مصر أحد المشكلات المزمنة التى تشابكت خيوطها وتعقدت وكان حصارها قيمة تحسب بالسالب دائما من نتائج الشأن الصحى، قد يطول الحديث عن أبعادها فيحتاج لصفحات لتوصيف المشكلة وتحليلها ومناقشة اقتراحات للنهوض بها، وأرى السيد النقيب أولى الناس بذلك. فماذا كان فى رأس أول نقيب رجل «سيعمل على زيادة الحوافز والجهود وقيمة بدل العدوى وطبيعة العمل التى لا تتناسب مع ارتفاع الأسعار، وسيعرض هذه المطالب على معالى وزير الصحة فى أقرب وقت».

توقعت أن أسمع حديثا عن إعادة تقييم شاملة لمشكلة التمريض، عن إعادة النظر فى مناهج التدريس عديمة القيمة مقصورة المعلومات عن إعداد أو تدريب أو تأهيل أو أى فعل له علاقة بصفة أصيلة من صفات تلك المهنة الإنسانية، تخيلت أن الحل قادم على يد السيد النقيب كونه أول رجل بعد خمسة نساء لكن يبدو أن ذلك لم يكن واردا فى حلم عمره.

التعليقات