أعتز كثيرا بتلك المساحة التى تتيحها إلىَّ جريدة «الشروق» أسبوعيا وأراها إحدى تلك الجوائز الكبرى التى يتيحها القدر للإنسان، فيحرص عليها ويبذل أقصى الجهد فى تحمل مسئوليتها الأدبية.
اليوم وللمرة الأولى أتنازل عنها لزميلة المهنة العزيزة الأستاذة الدكتورة نيرين عكاشة أستاذ أمراض القلب بطب عين شمس صاحبة الشخصية الاستثنائية فى مجال تشخيص وعلاج أمراض القلب، والتى أشهد لها بعلو الهمة والأداء العلمى الباهر والتميز بين زملائها بشخصية تطغى الإنسانية على ملامحها تزيدها جمالا.
لنيرين عكاشة قضية عبرت عنها فى كلمات أنقلها إليكم على صورتها الأصلية التى رأيت أن التدخل فيها بأى صورة من الصور قد ينتقص من جمال المعنى أو قوة مغزاه.
قالت نيرين عكاشة على وسائل التواصل الاجتماعى:
«أسماء..
وآخر حاجة عملتها ليا قبل وفاتها أسماء كان ممكن تكون فى حضن مامتها. ومامتها بتجهزها تكون أحلى عروسة وأجمل أم.
أسماء عاشت ١٩ سنة آخر ٣ سنوات قضتهم بين المدرسة والمستشفى لإصابتها بضعف شديد فى عضلة القلب.
أبو أسماء وأمها لفوا مصر كلها من أولها لآخرها علشان يحاولوا يساعدوها. بس الحل الوحيد كان أنها تعمل زرع قلب.
تصوروا أسماء عاشت فى نفس بلد مجدى يعقوب رائد زراعة القلب بس ماتت علشان القانون بتاعنا بيحرم زراعة القلب!
مش بس أسماء اللى ماتت لكن قلب أمها وأبوها كمان اندفن معاها.
حبيتى يا أسماء هديتك دى هتفضل على مكتبى علشان تفكرنى إنى ماحاولتش أعمل حاجة لتغيير الوضع ده وإنى أنا وكل دكاترة القلب فى مصر ما حاولناش نحارب علشان نشرع لزراعة القلب فى مصر لإنقاذ مئات الشباب من أولادنا اللى بيموتوا نتيجة أن قلبهم ضعيف مالوش علاج غير زراعة قلب جديد وبلد مجدى يعقوب بتمنع زراعة الأعضاء من متوفى.
أرجوكم الدعاء لوالدى أسماء بالصبر وادعوا لى أن ربنا يدينى القوة والمثابرة علشان أحاول أعبر الوضع ده.
نعم لبدء برنامج زراعة القلب فى مصر».
كانت تلك كلمات نيرين عكاشة، أستاذ أمراض القلب كلية طب عين شمس قسم القلب العريق، الذى توالى عليه كبار أطباء القلب من الأسماء الزاهرة منهم من رحل وظل اسمه كالعلم منتصبا، ومنهم من يجتهد حتى الآن فى شتى مجالات طب القلب وجراحاته.
أنشر تلك الكلمات مؤيدة لها داعمة للغرض منها بل وأدعو جراح القلب الأشهر سير مجدى يعقوب لمساندة الفكرة بتأثيره القوى فى المجتمع المصرى.
سجل مجدى يعقوب انتصارا علميا غير مسبوق حينما نقل للمرة الأولى فى تاريخ جراحات القلب والصدر قلبا مع الرئتين. حدث هذا بالطبع فى إنجلترا لكنه فيما يبدو لم يستطع استكمال برنامج يستخدم فيه قدراته المذهلة فى مصر حتى لا يقع تحت طائلة قانون بلاده التى عاد إليها بعد مشوار نجاح إنسانى عالمى عظيم.
أحتفظ لنفسى بالمكان الثانى فى قائمة دعم جهود نيرين عكاشة لتقنين برنامج قومى لزراعة القلب فى مصر وأسمح للعظيم مجدى يعقوب وكتيبة جنوده المخلصين فى أسوان باحتلال المركز الأول عن جدارة.
نعم أيتها الشجاعة المهمومة بقلوب مرضاها
نعم يا ذات الهمة: نيرين عكاشة للبدء فى برنامج زراعة القلب ترعاه وتدعمه الدولة وتساهم فيه كل المراكز المتخصصة منها بالطبع القومى معهد القلب والذى بدأت منه جراحات القلب والصدر فى مصر.