طب ليه يا سامى تغيظ سامية؟ - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:57 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طب ليه يا سامى تغيظ سامية؟

نشر فى : الأحد 24 أغسطس 2014 - 8:15 ص | آخر تحديث : الأحد 24 أغسطس 2014 - 8:15 ص

جمعتنى الصدفة فى حفل «سمر» بفريق جوالة من جامعة طنطا، استمتعت فيه بأغانيهم المدهشة، وعلى رأسها ملحمة: «طب ليه يا سامى تغيظ سامية، وتقيد فى قلبها نار حامية». (لا تنس كسر الياء فى «سامية» و«حامية»، لتكون الأغنية بلهجة فلاحى مسلسلات التليفزيون). كلمات الملحمة لا تتجاوز هذه الجملة اليتيمة، التى تغنيها المجموعة عشرات المرات، يتخللها ارتجال من الراوى للأحداث بعبارات مثل: «سامية فتحت الشباك» التى يعقبها تقليد لصوت الشباك من المجموعة.. إيييئ، «راح ابوها قافل الشباك» إيييئ. وهكذا تستمر الملحمة على دقات الدف حتى الصباح، أو طوال رحلة من الإسكندرية لأسوان دون ملل.. ممن يغنونها! تذكرتهم عندما قص على صديق إعلامى تجربة حديثة. عاد صاحبنا للمشاركة فى تقديم توك شو على شاشة التليفزيون المصرى، بعد سنوات من العمل فى مؤسسات إعلامية دولية. لم يمض وقت طويل بعد إطلاق البرنامج حتى انهار مستواه وفشل فى اجتذاب المعلنين والجمهور. رأى صاحبنا أن يلتقى مع المنتجين اللذين قاما بإنتاج البرنامج، للحديث عن أسباب الانهيار المضطرد فى مستواه من ناحية التقديم، ومصداقية الأخبار، ونوعية الفقرات. ساقته الصدفة قبل اللقاء مباشرة إلى جلسة مع أصدقاء تعرف فيها على شريف لطفى، المصرى السويسرى الذى كان يجهز لرحلة فريدة يقطع فيها المسافة من زيوريخ إلى طوكيو على دراجة بخارية، ليضيف رقما جديدا إلى موسوعة جينس للأرقام القياسية. ولأن كثيرا من المنتجين يعتقدون باستحالة تقديم عمل تليفزيونى مفيد (وأخلاقى) ومربح فى الوقت ذاته، رأى صاحبنا أن هذه الرحلة تشكل نموذجا رائعا لفقرة تليفزيونية ممتعة وجماهيرية وناجحة تجاريا.

عندما التقى بالمنتجين بادره أحدهما «إحنا عاوزين نشتغل تجارى». ابتسم صاحبنا وتحدث عن تطوير محتوى البرنامج، ضاربا المثل برحلة شريف. سيستضيفه البرنامج ليتحدث عن رحلته وترتيباتها مع الدول والسفارات وموسوعة جينس. سيغادر الاستديو على دراجته البخارية أمام المشاهدين. سنتابع رحلته عبر أجهز اتصال متطورة، وأنظمة متابعة. سنتواصل معه بالفيديو، ونشاهد مع الجمهور القرى والمدن التى يمر بها ونتحدث عنها. سيتواصل مشاهدو تليفزيون مصر معه من حين لآخر عبر وسائل الاتصال الجماهيرى. وستكون الرحلة مدعومة بالإعلانات والرعاية من الشركة التى صممت الدراجة المتطورة، وشركة الاتصالات صاحبة أنظمة المتابعة عبر الأقمار، وغيرهم.باختصار نموذج مثالى لعمل جماهيرى، متطور، ومربح، ومفيد.

استعد صاحبنا للإجابة عن أسئلة المنتجين الذين لم يبد عليهما اهتمام كبير. نفث أحدهما سيجارته ثم قال: «بس انت ليه مزعل سامية؟» فى إشارة إلى مذيعة شابة كانت ترفض أن تضحى بساعة من وقتها لمناقشة برنامجها قبل الهواء، لأن تصفيف شعرها، يستغرق أربع ساعات يوميا على الأقل. (تم تغيير الاسم) عند هذه النقطة من الحكاية لم يفهم صاحبنا لماذا أصابتنى نوبة ضحك. تحول صديقى فى خيالى إلى راوى الجوالة. ورأيت أفراد الفريق يدخلون الاجتماع بدفهم، لاستكمال الملحمة، وهم يغنون ضاحكين: «طب ليه يا سامى تغيظ سامية؟». ليستمر الغناء كالأسطوانة المشروخة دون ملل، من أبطالها على الأقل، دون علاج لمشكلة الشعب مع ما يقدم من التليفزيون.إحنا آسفين يا شعب، إحنا آسفين يا شريف.

التعليقات