تساؤلات على هامش المعركة الفيروسية المحتدمة - حسام السكرى - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:45 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تساؤلات على هامش المعركة الفيروسية المحتدمة

نشر فى : السبت 21 مارس 2020 - 10:30 م | آخر تحديث : السبت 21 مارس 2020 - 10:30 م

أثنى كثيرون على أداء الحكومة في تعاملها مع جائحة الكورونا. وما يلي مجموعة من أفكار ربما تسهم في فتح زوايا إضافية:

١- القطاع الطبي هو خط الدفاع الأول أمام غزو الفيروس وسلامة أفراده وعائلاتهم ينبغي أن تكون أولولية مطلقة. توفير المعقمات والكمامات وملابس ومستلزمات الوقاية من العدوى لهم بالدرجة الأولى ليست ترفا ولا موضوعا للنقاش.

٢- مراكز المسح والاختبار هي أخطر نقطة تتركز فيها أعداد المصابين المحتملين. لو لم تتبع بروتوكولات الحماية للعاملين فيها والمترددين عليها من لحظة دخول الراغبين في الكشف وحتى الخروج منها مرورا بطرق التعامل وجمع العينات ستصبح بؤرا لنشر المرض بدلا من حصره. كل متردد على هذه المراكز مريض يحتمل صحته وليس صحيحا يحتمل مرضه.

٣- تكدس السجون المصرية يشكل خطورة على السجناء وعلى قطاع الأمن كله. لا يحتاج الأمر إلا إلى انتقال العدوى من أمين شرطة تعمل زوجته ممرضة في مستشفى تردد عليها مصاب لا يدري أنه يحمل المرض. الأمر عندئذ أشبه باقتراب شعلة نار من علبة ثقاب مكدسة. ستشتعل الرؤوس وتنتقل العدوى من المسجونين لسجانيهم ومنهم لكبار الضباط وعائلاتهم. لنتذكر هنا أن فترة حضانة الفيروس تقدر بأسبوعين إلى خمسة أو ستة أسابيع. سيدة واحدة في كوريا نقلت العدوى لنحو ١٢٠٠ شخص لم تشعر هي أو يشعر أي منهم بشيء. أسبوع واحد فقد دون أعراض كفيل بنقل الفيروس لآلاف المتعاملين مع السجون من عساكر وضباط وموردين وعائلاتهم ومخالطيهم. لنقصر الشر ونحذو حذو إيران وبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول. أطلقوا سراح الأقل خطرا على المجتمع وعلى رأسهم كبار السن والمرضى من المعرضين لخطورة العدوى. هذا ليس "دلعا" أو مكافأة. هذه خطوة ضرورية لحماية قطاع الأمن ومجنديه وضباطه وعائلاتهم.

٤- وجهت بريطانيا تعليمات لمصانع السيارات والمصانع الحربية لأنتاج أكبر عدد من أجهزة التنفس وبدون سقف. إنتاج هذه الأجهزة وسرائر الرعاية وكل مستلزمات الوقاية من أقنعة وملابس واقية يكاد يكون أولوية حربية. سبق لنا فتح خطوط انتاج لمنتجات ثبت انها وهمية،ألا يستحق الخطر المحدق أن تفتح خطوط إنتاج عاجلة لكل ما يلزمنا من نواقص؟

٥- جيشت الدولة فنانينها لتوعية الشعب في حملات مثل "لا للإرهاب" أو "انزل انتخب". أليس من الضروري أن يحشد الفنانون من ذوي الشعبية في حملة توعية وطنية لتعريف الناس بأهمية وكيفية غسل الأيدي بالصابون وضرورة الاهتمام بالنظافة والبعد عن التجمعات والحفلات ووقف حفلات الأفراح وسرادقات العزاء في الأسابيع القادمة.

٦- في كوريا تسببت كنيسة واحدة في أكثر من نصف حالات الإصابة بالكورونا، وفي ماليزيا أصيب مئة وتسعون شخصا من جراء تجمع في مسجد واحد. ألا يسوغ هذا إصدار الدولة لقرار بإغلاق المساجد والكنائس وقصر ممارسة الشعائر الدينية علي المنزل مع إمكان متابعة الشعائر على الإنترنت أو شاشة التليفزيون؟

٧- من بين خطط مواجهة الفيروس برزت الخطة البريطانية التي كان لها فضل تعريف العموم بمصطلحات مثل "مناعة القطيع" أو "تسطيح المنحنى". استفادت الخطة بنقاش مجتمعي أعقب كل مرة تحدث فيها رئيس وزرائها. شيء من هذا حدث في مصر إلا أن خطتنا ليست متداولة. حتى عندما إعلن عن تخصيص مئة مليار جنيه لتنفيذ "الخطة الشاملة" لمكافحة الفيروس لم تنشر هذه الخطة أو تعلن. أين خطتنا؟ ما هي؟

٨- مازلنا مع المثال البريطاني الذي برز فيه إلى جوار رئيس الوزراء كبار العلماء يشرحون الأسس العلمية والطبية والإحصائية التي بنيت عليها خطتهم. هل كان لعلماء مصر دور في وضع خطط مبنية على أسس علمية وإحصائية سليمة؟ من هم ولماذا لا نسمعهم؟

التعليقات