اعتناق «الإسلاموفوبيا» كأداة لمكافحة العولمة - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 8:59 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اعتناق «الإسلاموفوبيا» كأداة لمكافحة العولمة

نشر فى : السبت 24 أغسطس 2019 - 7:35 م | آخر تحديث : السبت 24 أغسطس 2019 - 7:35 م

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب Azeem Ibrahim حول الإسلاموفوبيا نعرض منه ما يلى:
يعتمد الشعبويون القوميون على الأخبار المزيفة التى تستهدف المسلمين وتتخذهم «كبش فداء» لتحقيق مصالحهم الخاصة فى نفس الوقت الذى يتجاهلون فيه تحديات أكبر يواجهها العالم مثل قضية التغير المناخى. لقد كانت الإسلاموفوبيا على الدوام مشكلة محلية بين الرجعيين فى البلدان التى بها أعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين. ولكن اليوم، ظهرت العديد من القوى الشعبية القومية فى العديد من البلدان التى تشترك فى عدائها المشترك تجاه المسلمين ــ جنبا إلى جنب مع القضايا المرتبطة بها مثل الهجرة، والمؤسسات والقواعد الدولية الليبرالية.. إلخ، ومن الجدير بالذكر أن هذه القوى لا يوجد مصالح خاصة تجمع بينهم وليس لديهم رؤية مشتركة للعالم أو حتى لعدد من القضايا، إلا أنهم اشتركوا فى عدائهم للمسلمين.
لماذا، على سبيل المثال، يجتمع فيكتور أوربان، زعيم دولة صغيرة فى وسط أوروبا لا وجود فيها للمسلمين تقريبًا، مع أونغ سان سو كى، زعيمة بلد معزول على الجانب الآخر من أوراسيا والتى شاركت فى الإبادة الجماعية ضد أكبر أقلية مسلمة، لمناقشة المشكلة الوجودية والتى تتعلق بـ «تزايد عدد السكان المسلمين» وما يعتبرونه «وسائل إعلام ليبرالية غربية مزيفة»، بالطبع.. يشترك مع هؤلاء ناريندرا مودي (الهند) وماتيو سالفينى (إيطاليا) ودونالد ترامب (الولايات المتحدة)... ويسلك البعض نفس الطريق للوصول إلى السلطة فى عدد متزايد من البلدان، بما فى ذلك النمسا وفرنسا وألمانيا ودول البنلوكس والدول الاسكندنافية، وبشكل متزايد فى جنوب شرق آسيا والصين.
ومن ثم فإن التقارب الغريب حول هذه المسألة بين هذه الحركات المختلفة فى مثل هذه البلدان المتباينة هو، بطبيعة الحال، ظاهرة معقدة ذات روابط سببية متعددة ومتنوعة..
يتحدث الكاتب عن ما يسمى بـ «عامل الدفع» وهو أننا نعيش فى دول غير مستقرة سياسيا. ومع ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى وتدفق المعلومات مما عمل على خلق بيئة معلومات غير مستقرة يصعب الوصول فيها إلى معرفة الواقع الحقيقى لمعظم الناس، ويتم الترويج للوقائع البديلة و«الحقائق البديلة» بما يغذى آلة الغضب. ويقترن هذا بالتزام أيديولوجى بمفهوم الديمقراطية، وضرورة تحقيق الرضاء للناخبين وهذا ما وعد به السياسيون خلال حملاتهم الانتخابية وتحقيقه بالطبع أمرًا مستحيلًا حتى لو اتفق الناخبون بأكملهم على أهدافهم التى يرغبون فى تحقيقها وهذا بالطبع لا يحدث. ومن ثم يسعى القادة السياسيون للتوصل إلى أى قضية أو هدف يمكن أن ينظم مجتمعاتهم نحو رؤية أو هدف مشترك.
بالنسبة للبعض، فإن هذه القضية هى الإسلاموفوبيا.. وعيّن بعض القادة السياسيين الإسلام باعتباره «الجانب الشرير» فى هذه القصة. وهذا الاختيار له صلات تاريخية منها أن الإسلام هو أحدث الديانات الكبرى التى ظهرت بشكل كبير من المركز الجغرافى للكتلة الأرضية الأوراسية، كدين الدولة لإمبراطورية توسعية وناجحة للغاية. ومنذ البداية، كان الإسلام أداة سياسية لكل من مؤيديه العرب فى الإمبراطوريتين الأموية والعباسية ولمعارضيه فى أوروبا المسيحية وآسيا الهندوسية / البوذية. كما أن الهيمنة الثقافية والسياسية بلا منازع فى حقبة ما بعد الحرب الباردة لعبت دورا فى هذا الصدد، وبعد أحداث 11 سبتمبر.. رفعت الولايات المتحدة الأمريكية الإسلام إلى مرتبة العدو الأول للمجتمع الثقافى العالمى.
لقد كان الشعبويون القوميون يبحثون عن كبش فداء.. وفى هذه اللحظة من التاريخ والذى تشعر فيها معظم الدول بالضعف بشكل متزايد بسبب العديد من الأسباب التكنولوجية والبيئية والسياسية. ويشعر مواطنو الولايات المتحدة والهند وأوروبا وغيرها من الدول، بعدم الأمان بشكل متزايد، وأصبحوا بالتالى أكثر تقبلا للحلول «السهلة» التى يقدمها الشعبويون. وفى هذا السياق، كان الإسلام هو الهدف الأكثر وضوحا.
إن العديد من التحديات التى تواجه عالمنا اليوم هى تحديات عالمية مثل تغير المناخ، استنزاف الموارد، الانتشار النووى، زيادة عدم الاستقرار الجيوسياسى.. إلخ، وهذه هى مشاكل معقدة تحتاج لحلول.. علاوة على ذلك، فإن هناك خلافات عميقة على المستوى العالمى حول تحليل تلك المشكلات وطرق حلها.
ومن ثم فإن الإسلام كتحدٍ عالمى هو فكرة بسيطة: «المسلمون شريرون وخطرون». والزعماء السياسيون يبحثون عن قصة بسيطة وهدف لتنظيم المجتمع، ومن ثم فهم يلجأون إلى الإسلاموفوبيا كعكاز سياسى.. حيث إنهم غير قادرين على حل المشاكل المعقدة الحقيقية التى يواجهها العالم فى الفترة الراهنة.
إن كبش الفداء هذا لا يحل الأزمات.. والتركيز على التهديدات «المختلقة» يهدر الطاقة السياسية اللازمة لمواجهة التحديات الوجودية من تغير المناخ إلى نضوب الموارد. فالمسلمون لن يخرجوا لغزو الغرب.. إن ما يهدد الغرب حقيقة هو موجات الحر غير المسبوقة، وارتفاع منسوب البحار، والجفاف، والأعاصير المتكررة وحرائق الغابات الضخمة.. فأى سياج حدودى يمكن أن يوقف هؤلاء الغزاة.. بدلا من التركيز على المشاكل الحقيقية، يخترع الشعبويون أعداء أسهل فى المواجهة ــ ربما لإخفاء العجز وعدم القدرة على إيجاد حلول حقيقية للمشاكل الحقيقية.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى:من هنا

التعليقات