لم يصدر عن وزير الصحة أى تعليق بصدد زيارته «المفاجئة» سابقة التجهيز التى أعلنت عنها وسائل الإعلام قبل أن يقوم بها إلى مستشفيات الإسكندرية. رد الفعل الوحيد الذى وصلنا هو «رفد» الموظفة المسكينة التى أرسلت الدعوة للصحفيين. بالطبع لم تكن السيدة «نجلاء» هى صاحبة الدعوة إنما هى فقط نفذت أوامر رؤسائها كباقى الأوامر التى تصدر لها.
هل يقف الأمر عند هذا الحد! نقل الموظفة أو رفدها ربما يكون فيه حل شاف للإدارة لكنه بلا شك هل يعكس عجزا واضحا من الإدارة يزيد المشكلة تعقيدا.
الحل بلا شك يأتى من تفعيل المتابعة فتلك الزيارات المفاجئة لا تحقق أى انضباط أو ترسى أى قواعد لحسن الأداء أو معايير للجودة. اقتصرت زيارات المسئولين المفاجئة الآن على إخراج «شو إعلامى» يختلف وحجم المسئول وأهمية ألقابه فى الدولة، وكلما علت نبرة التهديد والوعيد والتوبيخ تطاير نجاح العرض وهللت الجماهير بينما الحقيقة غائبة تماما.
كان من الضرورى أن تتوقف تلك الزيارات المفاجئة سابقة الإعداد والتجهيز على الأقل مؤقتا وحتى تنصلح الأحوال بعد تلك الزيارة الشهيرة التى فاجأ بها رئيس الوزراء السابق معهد القلب القومى.
نشرت كل وسائل الإعلام له صورة أظنها لا تنسى وهو يصعد فى تؤدة سلالم العيادة الخارجية فى معهد القلب وحيدا بلا مرافقين أو حرس بين المرضى الذين ينتظرون دورهم فى الكشف ثم دارت الدائرة على كل الرءوس.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل جاء الرد مباغتا على شبكات التواصل الاجتماعى فى حملة عنوانها «علشان ما يتفاجئش» تسابق فيها الأطباء لكشف كل مواطن الضعف فى منظومة الصحة علهم يكفون الحكومة شر القتال!
يجب أن يتوقف المسئولون عن تلك الضبطيات البوليسية حتى تتوافر أساسيات الخدمات العامة للمؤسسات. أن تظل المتابعة الوسيلة المثلى لتقييم أداء العاملين وتحسين الخدمات بلا أى مفاجآت أو كاميرات.