دراسة فسيولوجية حديثة فرضت موضوعها على تفكيرى هذا الأسبوع واستحوذت على اهتمامى. جاءت كنسمة صيف باردة تلطف حرارة يوم قاسى الأثر من أيام السخط التى نعيشها الآن.
هل بقى لدينا أى رغبة فى الحديث عن الحب والمحبين؟ لحسن الحظ مازال العلم يبحث فى تفاصيل تلك العلاقات الإنسانية الآسرة التى تربط الرجل والمرأة ليحفظ لنا بقية من قيم عاطفية رومانسية تاهت منا فى زحام وفوضى حياة استهلاكية تفرض ذاتها بقوة على تفاصيل حياتنا اليومية.
إذا جمعت آراء فى الحياة مشتركة رجلا وامرأة فهذا اختيار فهل يمكن أن تجمعهما أيضا ظواهر فسيولوجية تتعلق بالدورة الدموية أو عمل الرئة على سبيل المثال وهى وظائف تلقائية لا حكم للإنسان عليها ولا قبل له بالتحكم فيها.
للعلم فى ذلك رؤية مدهشة ساغتها جامعة كاليفورنيا هذا الأسبوع فى نتائج دراسة قاد فيها فريق البحث أحد علماء الفسيولوجيا بها: إميليوفيرير.
الدراسة رصدت التغيرات الفسيولوجية التلقائية مثل إيقاع القلب وانتظام ضرباته وحركة التنفس ومدى التماثل فيها أو الاختلاف.
الدراسة أجريت على ثلاثة وعشرين زوجا فى حالة حب وتوافق فى بداية حياتهم الزوجية. كانوا جميعا نتاج اختيار دقيق بعد أن عبروا بنجاح مجموعة اختبارات نفسية تؤيد أو تنفى التوافق بينهم. كانت تلك الاختبارات النفسية السبب فى استبعاد العديد من الأزواج الذين تقدموا متطوعين تحت زعم أنهم على وفاق دائم وود مستديم.
تؤكد نتائج الدراسة أن إيقاع القلب ــ فى حالة غياب المرض بالطبع ــ يكاد يكون متماثلا فى الرجل والمرأة الذى يربط بينهما الحب حتى لو تم القياس لكل منهما على حدة وفى غرف منفصلة. أيضا يتماثل لديهما نمط التنفس فى عدد مرات التنفس وكيفيته وعمقه.
الذى أكدته الدراسة أيضا أن قدرة المرأة على التكيف لتحاكى قوانين الرجل الفسيولوجية أكبر الأمر الذى فسرته الدراسة بأنها أقدر على الحب والارتباط.
هكذا الأحوال فى كاليفورنيا فكيف هى فى واقع أحوالنا؟