تناقلت وكالات الأنباء العالمية نبأ حمل سيدة بريطانية فى السادسة والستين من عمرها. من المعروف أن إنجلترا شهدت ميلاد لويز براون أول طفل أنابيب فى 25 يوليو 1978 وكان ميلادها حدثا عالميا.
ولم تهدأ الضجة منذ ذلك التاريخ حول مستقبل تلك الوسيلة فى الإنجاب إذا ما خرجت عن إطار الشرعية المتعارف عليها والتى تحمى كيان الأسرة وتصون صلات النسب.
حرص الأطباء الإنجليز على مراجعة كل ما يتعلق بهذا الشأن حتى إنهم كونوا مجلسا أعلى لأخلاقيات المهنة يتابع ما يحدث ويستحدث القواعد الملزمة للأطباء والساعين للأبوة والأمومة معا بما يجنب المجتمع أخطار الاستخدامات غير الأخلاقية للعلم.
كان من القواعد التى سنها المجلس ألا يتم الإخصاب الصناعى بعد الخمسين نظرا للمخاطر التى قد تتعرض لها الأم ويواجهها الجنين.
السيدة اليزابث أدينى لم تعبأ بقوانين بلادها فعبرت الحدود إلى أوكرانيا حيث كل شىء متاح بثمن زهيد لا يتجاوز العشرة آلاف دولار وعادت تحمل فى رحمها جنينا جاء من بويضة مخصبة تم إعدادها مسبقا باستخدام بويضة وحيوان منوى لامرأة ورجل مجهولين باعا بضعة من أنفسهم لقاء ثمن معلوم ورحلا كل فى طريقه!.
فهل حقا كانت السيدة اليزابث تبحث عن حلم الأمومة الذى انشغلت عنه دهرا بأعمالها ونجاحاتها كسيدة أعمال تملك مصنعا للأقمشة تديره بنفسها حتى الساعة؟ هى سيدة مطلقة لم تنجب إطلاقا فهل اكتفت بذلك القدر من دور الزوجة وافتقدت دور الأم فى عامها السادس بعد الستين؟
أى أموة إذا كانت البويضة لامرأة أخرى والحيوان المنوى لرجل لا تعرف حتى اسمه! هل انحصرت الأمومة هنا فى تلك الشهور القليلة التى سيسكن الجنين رحمها فيها ثم تلفظه إلى دنيا أصبحت سنواتها فيها معدودة؟
ربما كانت تلك الشهور القليلة هى المتعة الحقيقية التى سعت إليها اليزابث ملامح الحمل ومتابعته وآلام الولادة الحقيقية وما يتبع ذلك من شعور بأنها ككل امرأة من حقها أن تحمل وأن تلد.
تستعد اليزابث من الآن لاستقبال مولودها وقد أعلنت أنها تحترم الصحافة لكنها لن تسمح بأن تكون مادة لها يناقشها الناس أو يعلقون عليها.
إنها الآن فى شهرها الثامن تنتظر طفلا لا يحمل أيا من ملامحها بالطبع وإن كان يحمل صفات الوهم الذى شاركها آخرون فى صنعه لقاء عشرة آلاف دولار أمريكى لا غير!.