تحرير/ راندا حيدر
أزالت التصريحات التى أدلى بها قائد سلاح الجو اللواء أمير إيشل (الأربعاء) قدرًا كبيرًا من الضباب الذى كان يخيّم على المخططات الإسرائيلية إزاء آخر تطورات الأوضاع فى سوريا. فقد كُشف النقاب، من ضمن أمور أخرى، عن أن الجيش الإسرائيلى جاهز لحرب مفاجئة ضد سوريا، وهذا يعنى أن لدى الجيش خطة عملانية مصادقًا عليها لتلك الحرب يقوم بالتدرّب عليها.
كما أن إيشل تكلم على حرب قصيرة الأمد تبدأ بعمليات إطلاق نار مكثفة. ولمح إلى الأوضاع التى ستلجأ إسرائيل فيها إلى استعمال القوة ضد سوريا، وفى مقدمتها انهيار نظام الرئيس بشار الأسد فجأة، وفقدان هذا النظام سيطرته على ترسانة الأسلحة الاستراتيجية الموجودة فى حيازته. ولا شك فى أن هذا الوضع الأخير مهم للغاية، ذلك لكون استهداف ترسانة الأسلحة السورية يستلزم مهاجمة عشرات الأهداف على طول الأراضى السورية وعرضها، لا مجرّد عملية عسكرية جوية موضعية.
من الواضح أن تصريحات إيشل تهدف إلى تمرير رسالة تهديد إلى سوريا. ورسالته هذه تنضم إلى سلسلة من رسائل التهديد التى قام مسئولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون، فى مقدمهم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة، بتمريرها إلى سوريا خلال الأسابيع القليلة الفائتة. بطبيعة الحال ليست لدينا أى معلومات مؤكدة تفيد بأن سوريا تنوى شن حرب على إسرائيل. كما أن إسرائيل لا تنوى شن حرب على سوريا. لكن يجب أن نأخذ فى الاعتبار أن سوريا آخذة فى التفكك أكثر فأكثر، وثمة احتمال بأن تصل إليها فى الأشهر القليلة المقبلة صواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز 300 وفى مثل هذه الحالة فإن إسرائيل يمكن أن تلجأ إلى استعمال القوة. ويبدو أن الهدف من آخر التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بسورية هو تسخين أنفسنا إزاء احتمال كهذا.
محلل عسكرى
«يديعوت أحرونوت»