روح منك لله يا فلان - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 7:47 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روح منك لله يا فلان

نشر فى : الأحد 25 سبتمبر 2011 - 8:50 ص | آخر تحديث : الأحد 25 سبتمبر 2011 - 8:50 ص

●● انتقدت كثيرا الذين يسبون جوزيه، ويطلقون عليه صفات لا تجوز، وهم نقاد يجلسون فى مقاعد المشجعين، فهذا عيب، ولا علاقة له بالنقد الرياضى، انتقدت هذا الهجوم، وإطلاق صفات مخجلة على المدرب، لكن كيف يسمح جوزيه لنفسه بأن يقول عن الصحفيين (قذرون) حسب الترجمة النصية لما لم يترجم، وهو بعصبيته تلك يصيب الجميع، ويصيب من يصيب دون اهتمام، ودون أن يجد من يحاسبه على تصرفاته أو تصريحاته، فهو يمثل الأهلى فى النهاية، قبل أن يمثل نفسه.. لكننا للأسف فى دوامة لن نخرج منها، سباب لجوزيه، ورد بسباب منه، وفى الحالتين هى لغة صفيقة وحوار صفيق.

 

●●  لقد انتظرت أن يرد مانويل جوزيه على الانتقادات الفنية التى توجه له وللفريق، فيوضح لماذا لعب بلاعبى ارتكاز (شوقى وعاشور) أمام الترجى.. وهل يحتاج الأهلى كفريق بطل إلى كل هذا الحذر؟

 

انتظرت من جوزيه مثلا أن يؤكد أن فريقه لم يكن بهذا السوء فى تلك المباراة لكنه كان سيئا جدا أمام إنبى فلماذا هذا الأداء البطىء والعقيم. ولماذا لم يغير من طريقة اللعب، وما الذى يؤخره، ومتى يفعل ذلك؟

 

●● كنت أنتظر من جوزيه وهو مدرب أجنبى يدرك أن أمثاله من المدربين يدخلون فى حوارات فنية مع النقاد الذين يحرصون على النقد النظيف المعنى بكرة القدم وفنياتها.. كنت أنتظر هذا من جوزيه بدلا من الإجابات العامة، العمومية، العائمة، من نوع: «علاقتى مع النادى الأهلى ومع جماهيره قوية، وسأكمل عقدى مع الفريق حتى نهاية الموسم من أجل التتويج بالدورى.. وأعرف أن جماهير الأهلى اعتادت على الانتصارات، لذا أتفهم غضب البعض بعد خسارة بطولتين، ولكنى أعدهم بمستقبل أفضل».

 

●● تلك إجابات عائمة أو هائمة.. لا فرق يمكن أن يدلى بها أى عضو بالجهاز أو أى متفرج، وهى إجابات غير دقيقة فنيا من المدير الفنى فهو لا يدخل فى الموضوع، لكن ما جرى للأهلى فى بطولتين كبيرتين يستحق وقفة، وتوضيحا من المسئول الفنى الأول عن الفريق، هذا حق جماهيره على الأقل.

 

●● إننا نكتب كل يوم عن معارك، وخناقات ومؤامرات وتجاوزات لاعلاقة لها بالرياضة ومضمونها، زهقنا وهرمنا ونحن نتحدث عن ملايين تنفق بلاحساب فى نشاط فقير، وهزيل ومفلس، إلا أنه مناخ عام، ومناخ رياضى منفلت، لأنه لا توجد رياضة أصلا..؟!

 

  أليست الرياضة الأرقام والإنجازات البشرية القياسية، والانتصارات الجميلة والروح الأجمل فى كرة القدم وفى غيرها من الألعاب.. أليست هى على سبيل المثال كلاما عن مهارات ديكوفيتش نجم التنس الجديد.. أليست الحديث عن أسباب تفوق أصحاب اللون الأسمر فى الجرى القصير، وفى عدم وجود سباح بطل عالم من أصحاب اللون الأسمر؟

 

●●  أليست الرياضة هى الحديث عن جزيرة السرعة (جامايكا) وتفوق أبطالها فى المسافات القصيرة، فبعد أوسان بولت بطل العالم، ومواطنه أسافا هناك بطل جاميكى جديد فى الطريق يلقب بعداء الظل، وهو يوهان بلايك الذى سجل فى زيوريخ 9.82 ثانية ويعتزم ان يحقق 9.70 ث العام المقبل.. أليست تلك هى الرياضة.. أم أن الرياضة هى أن فلان سبَّ فلانا، وفلان يتهم فلانا، وفلان ضرب فلانا، وفلان رفع قضية على فلان، وفلان يكره فلانا.. روح منك لله يا فلان؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.