تحول الطاقة والاعتماد العالمى المتزايد على الكهرباء - صحافة عربية - بوابة الشروق
الإثنين 25 نوفمبر 2024 7:18 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تحول الطاقة والاعتماد العالمى المتزايد على الكهرباء

نشر فى : الأربعاء 25 سبتمبر 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 25 سبتمبر 2024 - 7:50 م

صدرت عن شركة «ماكينزى» للأبحاث دراسة حول ما تحقق فى تحول الطاقة بعد تسعة أعوام من اتفاق باريس 2015، والمسيرة المستقبلية المتوقع تحقيقها فى هذا المجال خلال المستقبل المنظور. واستنتجت أبحاث الدراسة أن أهم ظاهرة طاقوية ستتجلى فى الاستهلاك المتزايد للكهرباء.

 

من نافلة القول إن الكلام عن تحول الطاقة العالمية هو ليس بالأمر اليسير؛ إذ تعنى عملية التغيير هذه استبدال نظام اقتصادى وحضارى متكامل تعايش معه العالم بجميع دوله لأكثر من قرن من الزمن، ولو بنسب مختلفة ما بين دولة وأخرى حسب نموها الاقتصادى، اعتمادا على مدى الاستهلاك الكهربائى واختلاف استعمال وسائل النقل والأدوات الكهربائية المنزلية فى كل دولة، ناهيك عن التخوف المنسوب لكثافة استهلاك الوقود الأحفورى.
يحاول بحث «ماكينزى» الصادر الأسبوع الماضى دراسة هذا الموضوع المتعدد الأبعاد، ذى النفقات العالية المتصاعدة، والمعتمد اعتماداً أساسيا على تطور التقنيات وتحديثها باستمرار.
تدل استنتاجات البحث على أنه نظرا لزيادة الطلب العالمى على الطاقة ودور الوقود الأحفورى فى وسائل النقل والصناعات، ستستمر زيادة انبعاثات ثانى أكسيد الكربون خلال الفترة 2025-2050، مع توقع انخفاض فى نسبة زيادة الانبعاثات ابتداء من عام 2030. لكن رغم ذلك، تستمر الانبعاثات فى عام 2050 أعلى من هدف تصفير الانبعاثات المنشود عندئذ. هذا، وإن السبب فى انخفاض نسبة الانبعاثات حتى منتصف القرن هو العوامل الاقتصادية، وازدياد استعمال التقنيات المستدامة القليلة الانبعاثات.
تتوقع الدراسة أن يرتفع معدل الانبعاثات لذروته خلال الفترة ما بين 2025-2035، قبل أن تبدأ تنخفض نسبيا كمية الانبعاثات. كما تتوقع الدراسة أيضا ازدياد الطلب العالمى على الطاقة بحلول عام 2050.
ويتوقع أن تشكل الدول النامية السبب الرئيسى لزيادة الطلب على الطاقة نظرا إلى الازدياد فى عدد سكانها، والطبقة المتوسطة نظرا لارتفاع نموها الاقتصادى، وستتراوح زيادة الطلب هذه فى الدول النامية؛ إذ ستحصل هذه الزيادات فى الطلب بدول شرق آسيا، والهند، والشرق الأوسط، حيث يتوقع أن تستحوذ هذه الدول على نحو 66 إلى 95 بالمائة من الطلب على زيادة الطاقة.
أما فى الدول ذات الاقتصادات المتطورة والصين، فيتوقع أن تستمر معدلات نمو الطلب على المديين القصير والمتوسط. ومن المحتمل جدا أن تتباين مسيرات زيادة الطلب ما بين هذه الدول؛ إذ من المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة فى الولايات المتحدة مثلاً، نظرا لاحتمال ازدياد الصناعات هناك، الذى يزيد بدوره استهلاك الكهرباء.
وفى ظل هذه التطورات والمتغيرات المتعددة المتوقعة مستقبلاً، تركز الدراسة على زيادة استعمال الكهرباء عالمياً؛ إذ يذكر البحث أن «زيادة كهربة العالم فى ارتفاع مستمر؛ إذ يشير بحثنا إلى أنه خلال الفترة ما بين الأعوام 2023-2050، سيتزايد الاستهلاك الكهربائى ما بين الضعف وأكثر، حسب الوضع الاقتصادى فى الدول». ويضيف البحث أنه من المتوقع «أن تصبح الكهرباء أهم قطاع لاستهلاك الطاقة، وهذا يشمل زيادة استهلاك الكهرباء فى البنايات، بالإضافة إلى قطاعات جديدة، كالسيارات الكهربائية ومراكز المعلومات وإنتاج الهيدروجين الأخضر».
كما تضيف الدراسة أن «من بين القطاعات الجديدة التى ستزيد من استهلاك الكهرباء هو الذكاء الاصطناعى، وما يرافقه من مراكز المعلومات. وستعتمد هذه الزيادة طبعا على مدى استعمال الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى التقنيات الأخرى التى قد يتم استعمالها أيضا».
ويتوقع تصنيع وقود الهيدروجين الأخضر زيادة الاستهلاك الكهربائى بنحو 179 ميجاتون بحلول عام 2050، مقارنة بنحو ميجاتون واحد من الكهرباء يتم استعماله حاليا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، و5 ميجاتون بحلول عام 2030، مما يعنى زيادة فى استهلاك الكهرباء بنحو 20 بالمائة سنويا فى هذا القطاع وحده.
كذلك، يتوقع البحث زيادة استهلاك الكهرباء بنحو 10 بالمائة سنويا لخدمة المركبات الكهربائية؛ إذ من المتوقع أن تشكل السيارات الخاصة ذات البطارية الكهربائية أغلبية السيارات الموجودة عام 2050.
وتدل توقعات الدراسة على أن تتغير مكونات سلة الطاقة لتشكل الطاقات المستدامة 65-80 بالمائة منها بحلول عام 2050، مقارنة بتكوينها نحو 20 بالمائة من سلة الطاقة تقريبا فى الفترة الحالية. وسيعتمد النمو فى الطاقات المستدامة على التطور التكنولوجى لها.

وليد خدورى
خبير اقتصادى عراقى
الشرق الأوسط اللندنية

التعليقات