السوبر الإفريقى.. يوم «أل تيفو» - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 27 سبتمبر 2024 4:24 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السوبر الإفريقى.. يوم «أل تيفو»

نشر فى : الأربعاء 25 سبتمبر 2024 - 7:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 25 سبتمبر 2024 - 7:45 م

** اهتمام عربى كبير بمباراة السوبر الإفريقى بين الأهلى والزمالك فى الرياض غدا الجمعة على ملعب المملكة أرينا. لقد نفدت تذاكر اللقاء فى قرابة 24 ساعة. وهناك تحضيرات كبيرة للمباراة على مستوى الاستوديهات التحليلية، سواء التليفزيونية أو الإذاعية والصحفية. شاهدت وعشت أيام مباريات الأهلى والزمالك، إنه يوم العيد، يوم «أل تيفو» كما يسميه الإيطاليون والإسبان، أو هو يوم الأنصار ويوم الاحتفال بالانتصار . فترى مشجعى الفريقين وهم يتدفقون على الملعب والاستاد فى جماعات، وفى مواكب صاخبة، ويتزاحمون ويتضاحكون ويتظاهرون، ويتندرون ويتوعدون بعضهم.. تراهم يتدفقون على الملاعب بسيارات مشحونة، وأتوبيسات ضخمة، وأعلام مرفوعة. وتلك المباراة تحقق هدفا مهما للكرة المصرية، وهو ترسيخ فكرة تسويق «كلاسيكو» العرب. ومنذ سنوات أطالب بتسويق الأهلى والزمالك كما فعل الإسبان بتسويق مباريات ريال مدريد وبرشلونة.

 

** إن هذا الأمر يجعل من أكبر ناديين فى الشرق الأوسط منتجا له قيمة مادية وأدبية هائلة. وعلى كل من يعمل فى صنعة كرة القدم المصرية العمل على إعلاء القيمة التجارية للناديين وللأندية وللدورى المصرى.
** وملعب «المملكة أرينا» خاص بنادى الهلال السعودى، وسعته الرسمية 26 ألف متفرج، ومقام على مساحة 200 ألف متر مربع. ومجهز بأحدث التقنيات والأجهزة الحديثة. ولقاء الأهلى والزمالك فى السوبر الإفريقى من الأحداث الجماهيرية المصرية والعربية التى يشهدها الملعب. وهو حدث يجسد ما توصل إليه علماء الاجتماع عن الأندية، بأنها ظاهرة رياضية واجتماعية وسياسية أيضا. ويوما ما كتب الكاتب اللبنانى الراحل سليم اللوزى مؤسس مجلة الحوادث : «أن الأهلى والزمالك هما الحزبان الوحيدان فى الوطن العربى. وهو نفس ما كتبه د. يوسف إدريس فى واحدة من مقالاته السياسية إذ قال : «إن الأهلى والزمالك هما الحزبان السياسيان الوحيدان فى مصر!».. أما الدكتور حسين فوزى الذى اشتهر بلقب السندباد المصرى فكتب فى الأهرام قبل خمسين عاما: «إن جمهور الكرة عموما ظاهرة اجتماعية وهناك حاجة عند الناس إلى شىء يتحزبون له وهذا وراء ظاهرة كرة القدم فى مصر».. وكان ذلك صحيحا إلى حد بعيد فى ذاك الوقت، وفى كل وقت، فالظاهرة عربية وعالمية اليوم.
** إن الأهلى والزمالك هما رائدا ظاهرة القطبية فى العالم العربى، ولهما شعبية عريضة من الخليج إلى المحيط. وفى الوقت نفسه ظهرت القطبية فى الوطن العربى كله، وظهرت أندية وفرق لها شعبية، جارفة فى بلدانها، وتعددت الدربيات.. فهناك النصر والهلال، والأهلى والاتحاد فى السعودية وفى السودان الهلال والمريخ، وفى الأردن الوحدات والفيصلى، وفى تونس الإفريقى والترجى واتسمت الدربيات العربية بالعرض الجيد، والتنظيم الجيد، والتسويق الجيد.
** لكن ما هو أصل الدربيات فى كرة القدم؟
** الدربيات الكبرى فى كوكب كرة القدم عموما ولدت لأسباب دينية وعقائدية وسياسية وإجتماعية، وبسبب القوة والندية.. ومن المعروف أن الخصومة التاريخية بين ريال مدريد وبرشلونة تعود لأسباب سياسية وديربى بوينس أيريس بين بوكا جونيور وريفربلات يعود لأسباب طبقية أغنياء وفقراء. ودربى سليتك ورينجرز فى اسكتلندا سببه دينى. وهناك دربيات سببها السلطة والشعب. ودربيات سببها صراع بين اليمين واليسار أو جذور بين الشيعة والسنة و أحيانا تشتعل الخصومة بسبب انسلاخ مجموعة لاعبين عن فريق والانضمام لفريق آخر كما حدث فى دربى ريو دى جانيرو بالبرازيل بين فريقى فلو مننزى وفلامينجو..أو بسبب انتقال لاعب ونجم كبير من فريق إلى فريق آخر وهو ما حدث فى المنافسة بين الأهلى والزمالك فعلا بسبب انتقال حسين بك حجازى بين الناديين.. لكن الحقيقة التاريخية المؤكدة هى القوة والندية بين الفريقين فى أول 40 عاما من عمريهما. وهو ما سوف نسجله لاحقا إن شاء الله، لكن الأهلى والزمالك كانا محل اهتمام الإعلام دائما، ففى يوم الجمعة 17 نوفمبر عام 1922 كتبت الأهرام : «تبارى النادى المختلط الذى يقود فرقته حسين بك حجازى مع النادى الأهلى الذى يقود فرقته رياض شوقى أفندى، بين جمهور عظيم من مشجعى الطرفين بأرض الجزيرة. ويعز علينا أن نبخل عن أفراد بالثناء والشكر وقد انتهت المباراة دون أن يصيب أحدهما مرمى أخيه».
** ترى كيف تنتهى مباراة الغد وما هى محاور القوة والهجوم فى الأهلى وفى الزمالك؟

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.