تناقلت الصحف الأمريكية هذا الأسبوع صور السيدة استير الشهيرة بـ«فيتى» فى منزلها الأنيق وملامحها تفيض بسعادة غامرة وهى تستقبل عامها المائة من عمرها المديد. إذا صار كل شىء على ما يرام فإن استير فى يوليو المقبل ستنضم إلى مجتمع من تجاوزوا المائة سنة من العمر والذين تجاوز تعدادهم عام 2009 مائة وأربعة آلاف وتسعة وتسعين معمرا فى الولايات المتحدة الأمريكية.
طالعت صورتها وهى تبتسم ابتسامة عريضة للكاميرا فى كامل زينتها تبدو لعينى فى عقدها السادس على أكثر تقدير، فما السر وراء تلك الحيوية التى تتمتع بها ولماذا تميزت عمن حولها بطول العمر؟
هل الأمر متعلق بالوراثة؟ مات والداها عند الثانية والأربعين والخمسين ولم يعرف عن عائلتها طول العمر.
السؤال تجيب عنه هى فى ثقة: إنها هبة من الله لكننى عملت كثيرا لأحافظ عليها كنت أتبع إرشادات الأطباء دائما وألتزم بمواصفات غذاء صحى وأعمل دائما بلا انقطاع فى خدمة سكان الحى الذى أعيش فيه وأمارس الرياضة بانتظام ثم توجه رسالة لكل الناس: يجب أن تعملوا دائما وألا تكفوا عن البحث عن شىء يسعدكم ويحمل لأيامكم البهجة والتفاؤل.
إذا أردتم العمر الطويل اعملوا من أجله لأنه يستحق!
رغم أنها لا تعانى من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكر لكنها فى الواقع تحمل منظما لضربات القلب تحت صدر صناعى تم تركيبه لها بعد إصابتها بسرطان الثدى منذ عشر سنوات كما أنها تستعين بعدسات لاصقة وسماعة طبية وتخضع لعلاج هشاشة العظام الذى تم تشخيصه مؤخرا.
لا يتحدث العلم بلسان الواقع فيما يتعلق بطول العمر والعوامل الوراثية إذ إن معظم الدراسات التى أجريت لدراسة العلاقة بينهما لم تجزم حتى الآن بأنها علاقة قوية.
إنه فيما يبدو نمط الحياة الذى يختاره الإنسان إلى جانب إيمان قوى بمعنى الحياة يدفعه لأن يملأ أيامه بما يبهجه، كما أفصحت صاحبة المائة عام. يبقى العلم والرعاية التى كفلها لتلك السيدة التى لم يفتها أن تضيف ملمحا طريفا لحديثها حينما عقبت «أنا السيدة الخارقة» (Bionic woman) من خصرى إلى أعلى. فى إشارة إلى وسائل المساعدة الطبية التى تلقتها.
يحضرنى مثل مصرى معروف «طولة العمر تبلغ الأمل» فهل صدق؟