نشرت جريدة الأهرام فى صفحتها الأولى خبرا مهما عن صحيفة ديلى ميل مفاده أن القضاء البريطانى قضى بتغريم أسرة إنجليزية ٧٥٠٠ جنيه استرلينى إثر ادعائها كذبا تعرضها لمشكلات صحية خلال فترة إقامتها بمدينة شرم الشيخ والتى امتدت لعشرة أيام عام ٢٠١٥. ذكرت الصحيفة أن الأسرة البريطانية رفعت دعوى قضائية على الشركة السياحية التى رشحت ذلك الفندق دون غيره للسفر والإقامة به حين زعمت عائلة «تومسون» أنها تعرضت للتسمم الغذائى هناك نظرا لتدنى مستوى الخدمة والصحة العامة وكشفت هيئة المحكمة فى أثناء سير التحقيقات أن الأسرة أعطت تقييما إيجابيا للغاية للفندق بل ودعت الجميع للتوجه إليه للاستمتاع بمستوى الخدمة الرائع من موظفين، وذكروا أسماء بعض من الموظفين الذين أمنوا لهم مساعدات فى تحقيق المتعة من رحلتهم وزيارتهم لبلد حلموا دائما بزيارته وفقا لشهادتهم.
دافع الزوجان عن موقفهما بأن أكدا أنهما قد شهدا بالفعل بكفاءة موظفى الفندق وأن الرحلة كانت رائعة لكن مستوى النظافة ومراعاة الشروط الصحية فى الطعام كان متدنيا للغاية، الأمر الذى انعكس على صحتهما وإصابتهما بالتسمم الغذائى وما يتبعه من نوبات إسهال حادة وأعراض مفاجئة أفسدت الباقى من أيام رحلتهم.
لا أنكر أننى ابتهجت للخبر وحمدت للصحافة البريطانية صدقها فى نشر الخبر ومهنيتها العالية، أيضا لم أقصر فى واجب الاحترام للقاضى الإنجليزى العادل الذى ثأر لسمعة بلادى وسمعة السياحة فيها بقوة فى مواجهة اتهام ظالم.
حينما راحت السكرة وحلت محلها الفكرة تمنيت لو كنت أكثر إيجابية فلفت نظر وزير السياحة المصرية ووزيرة الصحة بضرورة عقد اجتماع على مستوى عالٍ بينهما لمناقشة القضية فى ضوء معطيات أخرى حقيقية.
دفاع العائلة الانجليزية يلقى ضوءا على واقع قضية السياحة فى بلد يحوى أرضه ثلثى آثار العالم الإنسانى.
القضية تشير إلى أن للسياحة فى مصر عدوا آخر غير الإرهاب بالطبع رغم كل ما حدث على أرضنا من معارك حقيقية ضد الارهاب استهدفت السياحة والسواح فإن رغبة الإنسان فى كل بقاع العالم فى زيارة التاريخ الحى لحضارة الإنسان فى مصر لم تخبُ أبدا ربما تهدأ بعد كل حادثة لكنها يعلو مدها بعد أيام.
شهدت العائلة بكفاءة الموظفين ورغبتهم فى المساعدة بلا حدود، تبقى الشكوى من مستوى نظافة الاماكن العامة لحمامات السباحة ودورات المياه وهذا أمر أظنه سهلا بالمراقبة والعمل المستمر.
ما أهدف إليه إذا كانت الشكوى من شروط النظافة فى الطعام لا تتوافر فلماذا لا تفكر وزارة الصحة فى برنامج صحى للغذاء تلزم به قطاعا من الفنادق يقدم للسائح خدمة مزدوجة، زيارة الأماكن السياحية والغذاء الصحى فقط الذى يعرفه العالم الان حق معرفة بدلا من تلك الكميات المهولة من الطعام التى مصيرها الإعدام والتى تسبب التسمم الغذائى والوقائع بالفعل كثيرة اخرها التى تسببت فى وفاة سائحى الغردقة.
رغم سهولة تنفيذ الفكرة إلا أننى أعرف أن هناك من سيعترضها إلا أننى مصدقة تماما لها وأرجو أن تلفت نظر من يملك الأمر ولله الأمر من قبل ومن بعد.