نشرت الشروق فى صفحتها الأولى أمس تصريحا مهما للدكتور أسامة العلوان المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى منطقة شرق المتوسط. التصريح يعكس قلقا باديا من اندلاع عدوى فيروس الكورونا المسبب للالتهاب الرئوى الوخيم كما يطلق عليه نظرا لتداعياته الشرسة التى تنذر بعواقب وخيمة فرص النجاة منها ضئيلة. من المعروف أن عدوى الكورونا بدأت فى العربية السعودية ومنها انتشرت للعالم حتى أن آخر الإصابات تم رصدها فى اليونان وماليزيا لمريضين زارا السعودية.
حينما بدأ الكشف عن الفيروس كان فى أطوار انتشاره الأولى فتم رصده فى الإنسان منتقلا إليه من الحيوانات: الوطواط والجمال أهمها.
الآن أصبح انتقاله من إنسان لآخر أمرا لا مجال فيه للشك وهنا تكمن الخطورة الحقيقية التى تحذر منها منظمة الصحة العالمية.
الأخبار غير المعلنة التى يتناقلها الناس على لسان المقيمين فى السعودية تشير إلى خطورة الأوضاع. الأعداد التى لا يعلن عنها أكثر بكثير من تلك التى تعلنها السلطات فى ظل تغيير ثلاثة وزراء للصحة خلال السنة الماضية. هناك مستشفيات أغلقت لانتشار العدوى بها إذ إن كل الحالات المصابة تقريبا استهدفت العاملين بالمجال الصحى من أطباء ومساعدين وفنيين. مدير مستشفى الملك فهد فى تصريحات غاضبة اتهم المسئولين بسوء إدارة الأزمة ومحاولة إخفاء الحقائق.
لا أحد يعرف حجم الحقيقة فى تلك التسريبات لكن الدخان لا يتصاعد بلا جمرات متقدة! تصريح الصحة العالمية بعد زيارة وفد منها للسعودية يشى بقلق بالغ وإن لم يعلن صراحة عن حقيقة الوضع فيها، الأمر الذى يعيد للأذهان تداعيات الزلزال الذى أحدثته تصريحات سابقة رفعت حد الخطر فى العالم إلى حدود الوباء والجائحة فى أزمة أنفلونزا الطيور والخنازير عانى العالم وقتها من الرعب والخوف الذى استنزف ميزانيات دول كبرى فى تصنيع الأدوية واللقاحات حتى أن مصانع ضخمة تم بناؤها على عجل لتغطى احتياجات الكرة الأرضية انتهى الأمر بخسارة فادحة فقد دفع العالم ثمن خوفه من العدوى باهظا حتى أن بريطانيا أعلنت فى الأسبوع الماضى أن اقتصادها قد تأثر نتيجة لتلك الملايين التى أنفقتها على عقار لا يختلف أثره كثيرا عن الباراستيامول لا يعالج الأنفلونزا إنما فقط يخفف من أعراضها هو التاميفلو!
هل وصل فيروس الكورونا إلى مصر؟ سؤال يجب أن تستعد له جيدا وزارة الصحة فلن ينجينا على وجه الإطلاق إلا شفافية المعلومات واتخاذ إجراءات الوقاية بصورة فعالة ملزمة.