فى كل عام يكون للصوم برنامج مرادف فى تفكيرى أحرص على التفكير فى مفرداته ربما على طول العام، حتى يكتمل فى ذهنى فأبدأ صيامى وأبدأ معه ما ندرت من عمل.. كثيرا ما حاولت أن أجتهد فى أن أوازن بين طاقاتى وبين قدرتى على تحقيق ما تمنيت. نجحت أحيانا وأخفقت فى أحايين أخرى، ربما لأننى ككل البشر أبالغ فى تقدير قدراتى وأترك لطموحاتى العنان لتطاول أحلامى بعيدا عن أرض الواقع التى أقف عليها، لم يقعدنى إخفاق عن إعادة المحاولة فى كل عام بل يحفزنى أى قدر من النجاح إلى تكرار المحاولة حتى أصبحت عادة مرتبطة بالصوم.
أردت اليوم أن أشرككم أصدقائى فى الفكرة ربما رافقتكم فأعدتم تدويرها بالصورة التى تناسب ومقدراتكم وربما رغبتكم فى المحاولة إذا ما اقتنعتم بها.
نجحت فى العام الماضى والحمد لله فى الصيام بأقل عدد من الأخطاء الغذائية، لذا تجدون صفحتنا اليوم «صحة وتغذية» تروج لطعام يفيد أبدا لا يضر، به الطاقة والفيتامينات والألياف، وينحسر عنه السكر والدهون. يتناسب تماما مع ما يحتاجه الجسم فى تلك المرحلة العمرية، وبه كل المكملات الغذائية الطبيعية التى قد يضطر البعض للبحث عنها فى الصيدليات.
أما ما أخفقت فيه حقا فهو تدريب النفس على الصبر على المكاره. بالفعل لم تسعفنى طاقتى بترويض نفسى على احتمال ما أكره من سلوك فى مجتمعى فاضطررت للدخول فى الكثير من معارك الرأى والسلوكيات المستفزة.
الواقع أننى لم أحفل كثيرا بفشلى فى تحقيق هذا الهدف وأنا الذى اختارته عن عمد فاعتبرته هدفا خاطئا منذ البداية فالصبر على المكاره يولد إحساسا بغيضا بالرضا عن الخطأ والاستسلام له كواقع لا يجب أو يمكن تغييره.
ربما أحب أن احتفظ هذا العام بما قررت المثابرة لتحقيقه مع صيامى إن شاء. فى اعتقادى أن الإعلان عنه قد يفسد الأمر على نفسى إذا خرج عن خير ذاتى. لكنى أدعوكم أصدقائى للتفكير فى محاكاة الفكرة ومحاولة ربطها بأيام كريمة وعبادة فريدة.
هناك أفكار كثيرة أجملها ما قد يواتيكم من عمق الذات.. أفكار نبيله كثيرة كمساعدة الآخرين بجدية أكبر وجهد حقيقى، الأمر لا يقف هنا عند حدود المساعدة المادية بل يتعداه إلى جهاد النفس. هل فكر أحدكم فى أن يجالس بعضا من الأطفال المعاقين أو يحمل هدية صغيرة لأحد المسنين؟!! بالطبع أنا لا أقصد مرة لكننى أتخيل أن يبدأ هذا الالتزام ليصبح عادة بعد الشهر الكريم بانتظام ولو مرة فى الشهر ولكن لها صفة الدوام؟
كتبت مرة عن أن من الأوقاف الإسلامية ما قد يكون تحت صفة «جليس مريض» أى أن هناك وقفا منه يدفع بانتظام مرتبا ثابتا لإنسان يسرِّى عن مريض ويجالس ويراقب أحواله ويطمئن إلى أنه تناول دواءه ويبعث فى نفسه التفاؤل باستمرار ويتبسم فى وجهه مشجعا. فهل يمكن أن يروض الإنسان نفسه على تلك الوظيفة الإنسانية بلا أجر إلا ما أدخره الله له؟
هى فكرة أرى أنها تليق بعبادة الصوم فهل من مستجيب؟ أنا فى الانتظار.
«رمضان كريم».. أعاده الله علينا فى أمانه ورعايته وكل رضاه ــ إن شاء سبحانه.