صنع «الليمون» الرئيس.. ومنحه منافسه شرف الوصيف المزاحم حتى الصندوق الأخير.. حركت إرادة الخوف الناس فذهبت قطاعات كبيرة منها لترفض الخصم دون أن يكون تأييد الآخر فارقا، وعندما ظهرت النتيجة خرجت لتحتفل بخسارة الخاسر أكثر مما تحتفل بنجاح الناجح.
تلك مسألة لا تنتقص أحدا طالما أن المقادير جرت لتضع ناخبين فى خيارين الذهاب لأحدهما هروبا من الثانى وليس بالضرورة تأييدا للأول.. هذا قانون السياسة والانتخاب، ولحظة الاختيار هى لحظة ملك صاحبها، لا حرج عليه إن بناها على تأييد عقائدى، أو حتى مصالح دائمة أو مؤقتة، أو حتى قطعا لطريق منافس من بلوغ مقصده.
فى النهاية «الصندوق عنوان الحقيقة».. والحقيقة التى قالها الصندوق أن محمد مرسى هو رئيس الجمهورية، لا ينتقص منه شرعيا ولا قانونيا الفارق الضئيل الذى عبر به إلى القصر، فتلك هى الديمقراطية التنافسية الحقيقية، لا أحد يجتاز اختباراتها باكتساح، «والحركرك» فيها ليس عارا لكنه قمة الزهو والشرف للناجح وللمجتمع الذى بات لا يمنح تفويضه كاملا لأحد.
لا أحد من حقه أن ينزع من الرئيس شرعيته أو قدرا منها لأن هناك من انتخبه دون قناعة هربا من غيره، وعصر على نفسه الليمون ليقبله مؤقتا، باعتباره الباقى الوحيد بالسباق فيه «رائحة» الثورة، لكن من حق الجميع أن «يذكره» بفضل «ثقافة الليمون» المصرية على صعوده درج القصر، ليس من باب «المعايرة» لكنه من باب ألا تعتقد أن الملايين الثلاثة عشر التى وضعت أصواتها لصالحك فى الصندوق، منحتك تفويضا وتأييدا كاملا، ربما تملك تفويضا من خمسة ملايين هم رصيدك التنظيمى، لكن الباقى هاربون من الآخر، وأصحاب تأييد مؤقت ربما انتهت صلاحيته وفعاليته بإعلان النتائج، إذا كان عليك دور فى استبقاء من صوت لك دون قناعة كاملة فى ساحة تأييدك ودعمك أو على الأقل التعاون معك، فما بالك بالجهد الذى ينتظرك مع من ذهب لوصيفك أيضا ليس قناعة به بقدر ما هو هروب منك، من عصروا على أنفسهم الليمون أيضا وانتخبوه لقطع الطريق عليك، والجهد الذى ينتظرك مع المقاطعين والمبطلين والصامتين وغير المكترثين.
السيد الرئيس محمد مرسى: لم انتخبك ولم انتخب خصمك، لم أدع لانتخابك ولم أدع لانتخاب خصمك، انتهت الانتخابات فى نظرى بمجرد إعلان نتائج الجولة الأولى، التزمت الصمت وعدم الكتابة حتى لا أتورط فى رأى يصب عندك أو عند وصيفك، هذا رأيى وحقى واختيارى، لست مقتنعا بعد أن الثورة انتصرت ووصلت إلى سدة الحكم، ومازالت أعتقد أن مصر تستحق من هو أفضل منك، لكنك وحدك من تملك تغيير هذا الاعتقاد عندى وعند الآخرين.. اقبلها منى نصيحة: لا أحد عاقل يعصر على نفسه «الليمون» مرتين..!