سجلت السيدة ماريا كارين دى لابور الإسبانية فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية عام 2006 حينما أنجبت توءما فى سن السادسة والستين. كانت أكبر أمهات العالم سنا حينما حققت حلم عمرها فى الأمومة فأنجبت صبيين بعد عملية تلقيح صناعى لجأت إليها فى عيادة خاص للخصوبة فى الولايات المتحدة الأمريكية إذ إنها لم تتزوج فى حياتها. اضطرت السيدة ماريا كارين لتزويد معلومات خاصة بها منها سنها حينما وقعت على أوراق تؤكد أنها فى الخامسة والخمسين من عمرها: السن التى لا يسمح بعدها للمرأة بالحصول على فرصة للحمل بطريقة التلقيح الصناعى أو ما يسمى بحمل الأنابيب.

وإن كان ذلك فيما يبدو أمرا نظريا فى أمريكا فى التى لا تطال العيادات الخاصة فيها بالقوانين القوية.
الخبر أن السيدة ماريا كارين توفيت فجأة هذا الأسبوع بلا سبب قوى من وجهة نظر المجتمع حولها إذ إنها قبل الوفاة بأيام أدلت بحديث للصحف عن حياتها قالت فيه إنها سعيدة بما فعلت وإن أمها توفيت فى سن المائة لذا فقد استمتعت ببنوتها لأمها أطول فترة ممكنة.

هل كل ما نستطيعه نفعله؟ الواقع أن الاستطاعة هنا تكمن فى رغبة السيدة ماريا كارين فى الحصول على طفل وقدرتها على الإنفاق على ذلك الحلم لكن هل كان باستطاعة جسدها احتمال ذلك الحدث. هل للمرأة فى سن السادسة والستين القدرة والاحتمال والطاقة التى تمكنها من الحمل والولادة ثم تربية الطفل؟

احتمال وفاة الإنسان فى سن الثلاثين بالطبع أقل من احتمال الوفاة بعد الستين رغم أن كل الاحتمالات واردة لكن الذى لا شك فيه هو أن لكل عمر احتمالا ولكل سن طاقة.

رحلت السيدة ماريكا كارين بعد أن سعدت عامين بتحقيق حلمها وتركت الصبيين لأخيها الذى شارف السبعين من عمره فهل أصابت حينما قررت أن تحقق أملا لها فى زيادة العمر؟ الأمر بلا شك يجب ألا يترك لكل من يملك ثمن حلم لها إذا ما كان الأمر يتعلق بحياة الآخرين. لقد سددت أتعاب الأطباء لكنها لم تحتفظ لأطفالها بأى رصيد إذ إنها حملت ببويضة ليست منها أو خصبها رجل بلا ملامح. فى وقت غير مناسب.