أوباما اللا إخوانى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:29 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوباما اللا إخوانى

نشر فى : الخميس 26 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 26 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

هل باعت الإدارة الأمريكية جماعة الإخوان إلى الحكومة المصرية الحالية؟!

فى رأى البعض أن ذلك حدث بالفعل مساء الثلاثاء الماضى، حينما قال أوباما إن محمد مرسى حتى لو كان منتخبا فإنه عجز عن الحكم، وأن إدارته سوف تعمل مع الحكومة الانتقالية.

والمتوقع الآن أن أنصار الإخوان سوف يبدأون من الآن عزف أسطوانة أن أمريكا كانت شريكا فيما يسمونه انقلابا، فى حين أن أنصار ثورة 30 يونيو لديهم يقين أن أمريكا فعلت المستحيل كى تبقى على الإخوان فى الحكم، ولكنها فشلت لأسباب متعددة.

هل معنى ذلك أن أوباما بعد تصريحاته الأخيرة صار مؤمنا بثورة 30 يونيو، وأنكر الشريعة وكفر بالجماعة التى قال البعض جادا أو مازحا إنه عضو فى مكتب إرشادها؟!

لسوء الحظ ما يزال أغلب الفرقاء فى العملية السياسية فى مصر يتعاملون مع السياسة عموما ومع ملف علاقتنا مع أمريكا خصوصا بمنطق الأبيض والأسود فقط.

لا يريد هؤلاء أو أولئك تصديق أن الذى يحرك أوباما أو كيرى أو ماكين أو جرهام أو هاجل، هى مصالح بلدهم وليس فقط رؤاهم الشخصية. كثيرون انتقدوا أداء السفيرة باترسون التى رحلت عن مصر ــ من ثورة يونيو وكاد جموح هؤلاء يصل للقول إنها صارت أمينة المرأة فى حزب الحرية والعدالة.

عندما تحدثت باترسون قبل أيام أمام الكونجرس. قبل تثبيتها فى موقعها الجديد، قالت بوضوح إن مصالح بلادها تتطلب التعاون مع الجيش المصرى. إذن الذى يحرك هذه السيدة أولا هو مصالح بلادها، حتى لو تناقضت أحيانا مع قناعاتها الشخصية.

لا نريد حتى الآن الإيمان بأن الأمريكيين والأوروبيين برجماتيون نفعيون، تحركهم المصالح، هم تقريبا يفكرون بصورة مختلفة تماما عن طريقة تفكيرنا، ولذلك نقع فى مشاكل كثيرة لأننا لا نريد أن نرى ذلك.

الأمريكيون تعاملوا مع السادات، وكان مبارك صديقهم المفضل، وعندما شعروا بدنو أجل نظامه تخلوا عنه بطريقة فظة، تقربوا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ثم عقدوا صفقة كبرى مع تيار الإسلام السياسى فى المنظقة، وعندما ثار الشعب، وأسقط الإخوان قاوموا كثيرا.. جاء المبعوثون من الغرب للبحث عن صيغة تضمن عدم إخراجهم تماما من السلطة، تعثر الأمر، ثم تدهورت العلاقات بالصورة التى جعلت إدارة أوباما توقف تحويل نصف مليار دولار من المعونة العسكرية.

فى المسار الثانى فإن وزير الدفاع الأمريكى تشال هاجل يتحدث بصفة مستمرة مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، ووزير الخارجية جون كيرى يجتمع أكثر من مرة مع وزير خارجيتنا نبيل فهمى، وأعضاء الكونجرس لا يتوقفون عن المجىء لمصر. هم يريدون أن يروا الصورة الكاملة لكى يعرفوا كيف يؤثرون، وكيف يمنعون الانهيار الكامل لمصالحهم فى مصر والمنطقة.

مرة أخرى قد لا يكون الأمريكيون سعداء بما حدث فى 30 يونيو، وما تلاها، لكن «برجماتيتهم» تدفعهم للتعاون مع أى نظام موجود، المهم أن يكون هذا النظام قويا ومستقرا، حتى لو لم يكن مستوفيا للروشتة الأمريكية الكاملة بشأن الديمقراطية.

المغزى المهم لكلام أوباما فى الأمم المتحدة هى أن التقارير الموجودة على مكتبه تقول ان النظام المصرى الجديد استقر أو يكاد، وأن الإخوان صاروا جزءا من الماضى، وبالتالى ينبغى أن يتم طى صفحتهم. لكن هل معنى ذلك أن يتوقفوا عن الكيد لمصر أو معاكستها»؟! بالطبع الإجابة هى لا.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي